« فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين »القدّيس أمبروسيوس
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو ومعلّم في الكنيسة
العظة الثانية عشرة عن المزمور 119[118]
« فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين »
طوبى لك حين يقرع الرّب يسوع المسيح بابك. إنّ بابنا هو الإيمان الذي يحمي المنزل كلّه إن كان مبنيًّا على أُسس ثابتة. فمن هذا الباب سوف يدخل الرّب يسوع المسيح. لذا، تقول الكنيسة في نشيد الأناشيد: “إِنِّي نائِمَةٌ وقَلْبي مُستَيقِظ إِذا بصَوتِ حَبيبي قارِعًا أَنَ اْفتَحي لي يا أخْتي يا خَليلَتي يا حَماتي يا كامِلَتيِ فإِنَّ رَأسي قدِ اْمْتَلأ مِنَ النَّدى وخَصائِلي من قَطَراتِ اللَّيل” (نش 5: 2). خذ بعين الاعتبار اللحظة التي يقرع فيها الله الكلمة على بابك: حين يكون رَأسه قدِ اْمتَلأ من الندى وخَصائله من قَطَراتِ الليل. فهو يزور أولئك الذين يخضعون للمحنة وللتجارب، كي لا يهلك أحد تحت وطأة الصعوبات. إذًا، يكون رَأسه قدِ اْمتَلأ من الندى وخَصائله من قَطَراتِ الليل حين يكون جسده مرهقًا.
في ذلك الوقت يجب السهر، خشية أن يأتي العريس وينسحب لأنّه وجد المنزل مقفلاً. في الواقع، إن كنت نائمًا وقلبك غير مستيقظ (راجع نش 5: 2)، يبتعد العريس قبل أن يقرع الباب؛ إن كان قلبك مستيقظًا، يقرع ويطلب أن تفتح له الباب. نحن نتحكّم إذًا بباب نفسنا، كما نتحكّم أيضًا بالأبواب التي كُتِب عنها: “إرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أيّتُها الأبْواب واْرتَفِعْنَ أيّتُها المَداخِلُ الأبدِيَّة فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد” (مز24[23]: 7).