stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هو يَدعوكَ باسمِكَ – القدّيس غريغوريوس الكبير

340views

القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 – 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة 25 حول الإنجيل

هو يَدعوكَ باسمِكَ

“سيّدي، إِذا كُنتَ أَنتَ قد ذَهَبتَ بِه، فقُلْ لي أَينَ وَضَعتَه، وأَنا آخُذُه…” وكأنّ مريم قالَتْ له منذ البدء ما هو السبب الذي جعلَها تبكي! لقد تكلّمَتْ “عنه” بدون أن تَلفظَ اسمه. هذا هو الحبّ: حين نكون ممتلئين ممّا نحبُّه، نعتقدُ أنّ الآخرين أيضًا مهتمّين به. لذا، لم تتصوَّرْ مريم أنّ أحدًا يستطيع تجاهلَ موضوع حزنها العميق.

“فقالَ لها يسوع: مَريَم!”. قبل قليل، ناداها باسمٍ مشتركٍ لجميع بنات جنسها، “يا امرأة”، ولم يدَعْها تتعرّف إليه. أمّا الآن، فقد ناداها باسمها الشخصيّ، وكأنّه كان يقول لها مباشرةً: “تَعرّفي إلى الذي يَعرِفُكِ”. وهذا ما قالَ الله لموسى، الإنسان البارّ: “إنّي عَرَفتُكَ باسمِكَ” (خر 33: 12). إنّ كلمة “إنسان” هي الاسم المشترك للجميع، أمّا “موسى”، فهو اسمه الشخصيّ. لقد أكّد له الربّ أنّه يَعرفُه باسمه وكأنّه كان يُعلنُ له: “أنا لا أعرفُكَ كسائر البشر، بل أعرفُكَ شخصيًّا”.

هكذا، وبعد أن نادى الرّب مريم باسمها، تعرّفَتْ إلى خالِقِها، وأجابَته فورًا “رابّوني”، أي يا معلِّم. فهي كانَتْ تبحثُ عنه في الخارج، بينما كانَ هو يطلبُ منها أن تبحثَ عنه في داخلها. “فجاءَتْ مريم المجدليّة وأخبَرَتْ التلاميذَ بأنّها قد رأت الربّ وبأنّه قالَ لها ذاكَ الكلام”. هنا، تركَتْ خطيئةُ البشر القلبَ الذي خرجَتْ منه. فكما قامَتْ امرأة في الفردوس بإعطاء ثمرة الموت للرجل، قامَتْ امرأة أخرى عند مدخل القبر بإعلان بشارة الحياة للبشر وبنقل كلام ذاكَ الذي يهبُ الحياة.