فمن كان الأصغر فيكم جميعًا فذلك هو الكبير – الأب وليم سيدهم
منذ طفولتنا نبحث عن إثبات وجودنا، وأن نلفت النظر للآخرين. فالأطفال حينما يلعبون أو يرقصون كل الأسرة تنبهر بهم وتصفق لهم، وفي سن المراهقة نريد أن نثبت أننا رجال ولا أحد كبير علينا، وحينما نصل إلى سن البلوغ نصبوا أن يكون لنا كلمة في الوسط الذي نوجد فيه، في الأسرة، في المدرسة، في الجامعة، في الوظيفة.
وكم من المرات وجد يسوع تلاميذه يتناقشون عمن فيهم الأكبر؟ كانت المنافسة شديدة بين الإثنى عشر رسولًا لدرجة أن بطرس نفسه كان يغيير من يوحنا الحبيب. ولم يردعه إلا قول المسيح له: “خليك في حالك أنت”
إن المسافة بين الصغير والكبير هي بين الحكيم والأرعن، نجد في جماعتنا كثير من الأشخاص يرون في أنفسهم الأجدر بالقيادة والريادة، ويفرضون أنفسهم على الباقين بينما هم كل مؤهلاتهم صوتهم العالي أو موقعهم الإجتماعي، أو مهاراتهم في اللعب بالكلام وأشياء أخرى. لكن يسوع يعلمنا في الإنجيل أن الخادم والصامت ومن يتحمل المسئولية فعلًا وليس قولًا هو الأكبر.
إن معنى كلمة “الأصغر” في سياق الإنجيل، هو الذي مثل ذكا يصعد الى الجميزة غير آبه بكلام الناس. لأن نظره مركز على المسيح، هذا هو الأصغر، من يملك المسيح على قلبه وحراسه ومن لا يخجل بأن يغسل أرجل أخيه القذرة بل يعتبر هذا واجب عليه ولا يلوم أخيه بل يغسل رجليه.
إن يوحنا الحبيب كان أقرب واحد ليسوع كما يقول الانجيل، ولكن يسوع اختار بطرس الناكر له والتائب طبعًا لكي يتحمل مسئولية إدارة الكنيسة الناشئة. لماذا بطرس وليس يوحنا؟! ربما لأن يوحنا لم ينكر المسيح وظل هائمًا به، أما بطرس فذاق طعم البُعد عن المسيح وكم يكلفه. وبالتالي بطرس أُختير لا لأنه الأكبر بل لأنه الأصغر الذي أنكر سيده، فلن يستطيع أن يزايد على زملاءه من التلاميذ أو غيرهم.
في مكان آخر في الانجيل يتحدث ليس عن الأصغر بل عن الخادم أن تكون خادمًا معناه أن تكون الأصغر أيضًا.