stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فلربما تثمر في العام المقبل – الأب وليم سيدهم

474views

كالشجرة المثمرة هكذا يرغب يسوع في أن يكون الإنسان المؤمن به مثمرًا، في كل صْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ».” (لو 3: 9) والمعنى المباشر الذي يقصده القديس يوحنا المعمدان هو التوبة عن الخطايا، والإستعداد لمجيء يسوع المخلص. ويوجد أيضًا حديث في الانجيل عن الشجرة التي كفت عن الثمار، وهنا يسوع يعطي فرصة للشجرة حتى تثمر وإلا فإنها ستقطع أيضًا.

لماذا يهدد الانجيل المؤمنين الذين لا يثمرون بمعاملتهم كما تعامل الشجرة غير المثمرة؟ لو تصفحنا الانجيل نجد يسوع في حياته الأرضية ينتقل من قرية إلى أخرى لكي تغطي بشارته كامل أرض فلسطين. وحين يعبر الناس عن تمسكهم بيسوع، فإنه يذكرهم بأن هناك قرى ومدن لم تسمع قط عن البشارة.

يظن بعض المؤمنين أن توانيهم عن الإثمار يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية. فإن رحمة الرب عظيمة وحلمه لا حدود له. ولكن المشكلة ليست في سعة صدر الله وحلمه ورحمته، إنما المشكلة في الإنسان الذي يظل مسلوب الإرادة، الإنسان الذي سيطر عليه روح الشيطان وجعله يجرب غلهه. هذا الإنسان يجرب الرب كما جربه إبليس، فهو يطلب من الله أن يسجد لطرق ابليس في البحث عن الشهوة، مثل شهوة الأكل الذي عرضها ابليس على يسوع أثناء صيامه أربعين يومًا، أو شهوة المجد الباطل ” «إِنْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».” (مت 4: 6) أو تجربة السلطة ” «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».” (مت 4: 9)
إذن الإنسان العقيم غير المثمر، بدلًا من التوبة وتغيير سلوكه وحياته، يريد من الرب دائمًا أن ينكر ذاته ويصبح شيطانًا.

هذا الإنسان يرفض الرحمة، والشفقة، وصبر الله الذي لا يُمد. ويتعلق في ذيل اللبس، فيطلب من الله طلبات مستحيل أن يلعبها الله لكي يُثمر، إنه في الواقع يتعامل مع الشيطان، ملاك النور، وينسى أن هذا الملاك هو شيطان متخفي في رغباته المريضة.

نطلب من الله أن نثبت فيه فنعطي ثمرًا كثيرًا كالشجر الذي لا يضن على الإنسان بإعطائه الخيرات الكثيرة من كل أصناف الفاكهة والمأكولات مجانًا، ودون حساب.

فلتشملنا محبة الرب وحنانه ويفتح أعيننا لنرى ونميز ملاك النور المزيف من ملاك النور الحقيقي الذي يرافقنا في حياتنا ومماتنا.