stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن »القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب

384views

القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
قصيدة بعنوان: رغم اللّيل

« لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن »

ربّي وإلهي، أنتَ قدتني على طريق طويل ومظلم، كثير الحجارة وقاسٍ.

غالبًا ما كنت أشعر بأنّني سأفقد قواي، وكدت أفقد الأمل برؤية النور في أحد الأيّام. كان قلبي يتحجّر بعذاب عميق، عندما تراءى لي بريق نجمٍ لطيف.
بوفاء، قادني فلحِقْتُ به بخطى خجولة في البدء، ثم تحوّلت إلى خطى واثقة. وصلتُ أخيرًا إلى باب الكنيسة. ففُتح الباب. وطلبت الدخول.

استقبلتني بركتك بلسان كاهنك. في الداخل، كانت النجوم تتوالى، نجوم من الورود الحمراء التي كانت تدلّني على الطريق للوصول إليك… وكانت طيبتك تسمح لتلك النجوم بأن تنيرني وأنا في طريقي إليك.

إنّ السرّ الذي كان عليّ الاحتفاظ به مخبّأً في أعماق قلبي، أصبحت الآن قادرة على إعلانه بصوت عالٍ: أنا أؤمن وأعترف بإيماني! قادني الكاهن إلى درج المذبح حيث حنيت جبيني، فسال الماء المقدّس على رأسي.

ربّي، هل من الممكن أن يولد أحد من جديد بعد انقضاء نصف حياته؟ (راجع يو 3: 4). أنت قلت ذلك، وصار هذا الأمر حقيقة بالنسبة إليّ.

إنّ ثقل خطايا وأحزان حياتي الطويلة السابقة تركني. وأنا واقفة، تلقّيت المعطف الأبيض الذي وُضع على كتفيّ، الرمز المشرق للطهارة!
حملت بيدي السراج الذي تعلن شعلته أنّ حياتك المقدّسة تحترق بداخلي. فقد أصبح قلبي المغارة التي تنتظر حضورك. لفترة وجيزة!

إنّ مريم، أمّك، والتي هي أيضًا أمي، أعطتَني اسمها. في منتصف الليل، وضعت في قلبي ابنها المولود الجديد. “مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (1كور 2: 9).

أصبحْتَ الآن لي ولن أتخلّى عنك أبدًا. إلى حيثما ستقودني طريق حياتي، أنتَ ستكون إلى جانبي. فما من شيء يمكنه أن يفصلني عن حبّك (راجع رو 8: 39).