القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 12 أبريل – نيسان 2021 “
الاثنين الثاني من زمن القيامة
رسالة القدّيس بطرس الأولى 9-1:1
يا إخوَتِي، مِنْ بُطْرُسَ رَسُولِ يَسُوعَ المَسِيح، إِلى المُتَغَرِّبِينَ في الشَّتَات: في بُنْطُس، وغَلاطِية، وكَبَّادُوكِيةَ، وآسِيَا، وبِيتِينِيَة، إلى الَّذينَ ٱخْتَارَهُمُ
اللهُ الآبُ وَفْقَ عِلْمِهِ السَّابِق، وقَدَّسَهُم بِالرُّوحِ لِيُطِيعُوا يَسُوعَ المَسِيح ويُرَشُّوا بِدَمِهِ: فَلْتَفِضْ عَلَيكُمُ النِّعْمَةُ والسَّلام!
تَبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ الَّذي وَلَدَنَا بِوافِرِ رَحْمَتِهِ وِلادَةً جَدِيدَةً لِرَجاءٍ حَيّ، بِقِيامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنْ بَينِ الأَمْوَات،
ولِمِيراثٍ غَيرِ قَابِلٍ لِلفَسَادِ والرَّجاسَةِ والذُّبُول، مَحْفُوظٍ لَكُم في السَّمَاوَات،
أَنْتُمُ الَّذِينَ تَحْرُسُهُم قُوَّةُ اللهِ بِالإِيْمَان، لأَجْلِ الخَلاصِ الْمُعَدِّ لأَنْ يُعْلَنَ في الزَّمَنِ الأَخِير.
وفيهِ تَبْتَهِجُونَ مَعَ أَنَّهُ لا بُدَّ لَكُم أَنْ تَحْزَنُوا الآنَ زَمَنًا قليلاً في مِحَنٍ مُتَنَوِّعَة،
لِيَكُونَ ٱمْتِحَانُ إِيْمَانِكُم، وهُوَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الفَاني المُمْتَحَنِ بِالنَّار، لِلْمَدْحِ والمَجْدِ والكَرَامَة، عِنْدَ ظُهُورِ يَسُوعَ المَسِيح،
الَّذي تُحِبُّونَهُ وإِنْ لَمْ تَرَوْهُ، وتُؤمِنُونَ بِهِ وإِنْ لَمْ تُشَاهِدُوهُ الآن، وَبِهِ سَتَبَتَهِجُونَ ٱبْتِهَاجًا مَجِيدًا لا وَصْفَ لَهُ،
عِنْدَمَا تَبْلُغُونَ غايةَ إِيْمَانِكُم أَي خَلاصَ نُفُوسِكُم.
إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:20
في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر.
فَأَسْرَعَتْ وجَاءَتْ إِلى سِمْعَانَ بُطْرُسَ والتِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا الرَّبَّ مِنَ القَبْر، ولا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه».
فَخَرَجَ بُطْرُسُ والتِّلْمِيذُ الآخَرُ وأَتَيَا إِلى القَبْر.
وكَانَ الٱثْنَانِ يُسْرِعَانِ مَعًا، إِلاَّ أَنَّ التِّلْمِيذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطْرُس، فَوَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً.
وَٱنْحَنَى فَرَأَى الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض، ولكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل.
ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، فَدَخَلَ القَبْرَ، وشَاهَدَ الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض،
وَالمِنْديلَ الَّذي كَانَ عَلى رَأْسِ يَسُوعَ غَيْرَ مُلْقًى مَعَ الرِّبَاطَات، بَلْ مَطْوِيًّا وَحْدَهُ في مَوْضِعٍ آخَر.
حِينَئِذٍ دَخَلَ التِّلمِيذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً، ورَأَى فَآمَن؛
لأَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا بَعْدُ قَدْ فَهِمَا مَا جَاءَ في الكِتَاب، أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مَنْ بَيْنِ الأَمْوَات.
ثُمَّ عَادَ التِّلمِيذَانِ إِلى حَيْثُ يُقِيمَان.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
شرح لرسالة القدّيس يوحنّا الأولى
« فَرأَى وآمَنَ »
ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء ذاك الَّذي سَمِعناه ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة” (1يو 1: 1). هل مَن يلمس بيديه كلمة الحياة، لولا أنّ “الكَلِمَة صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا؟” (يو 1: 14). في الواقع، إنّ كَلِمة الله الذي جعل نفسه بشرًا لكي نلمسه بيدينا، أصبح بشرًا منذ أن كان في أحشاء العذراء مريم. لكنّه لم يصبح عندئذ الكلمة، لأنّه كان كذلك “منذ البدء”، كما قال القدّيس يوحنّا. لاحظوا كم أنَّ رسالته تؤكّد إنجيله، حيث سمعتم مَن يقرأ عليكم هذا الكلام: “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله”. (يو 1: 1)
قد يرى البعض في كلمة “الحياة” إحدى الإشارات إلى الرّب يسوع المسيح، وليس تحديدًا جسد المسيح، الذي لمسته الأيدي. ولكن لاحظوا ما يتبع: “لأَنَّ الحَياةَ ظَهَرَت فرَأَينا ونَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا” (1يو 1: 2). إنّ الرّب يسوع المسيح إذًا هو كلمة الحياة. وكيف ظهرت هذه الحياة؟ فهي، وإن كانت منذ البدء، لم تظهر للبشر: بل ظهرت للأقوياء، الذين رأوها وتغذّوا بها كما بخبزهم. قال الكتاب: “فأَكَلَ الإِنْسانُ خُبزَ الأَقوِياء” (مز 78[77]: 25)
إذًا، لقد تجلّت الحياة في الجسد: واكتمل تجلّيها بشكلها الكامل لكي تتمكّن العين من رؤية الحقيقة التي لا يمكن أن يراها إلاّ القلب، من أجل شفاء القلوب. فالكلمة لا يراها إلاّ القلب؛ أمّا الجسد فلا يستطيع. كنّا قادرين على رؤية الجسد لا الكلمة. الكَلِمَة صارَ بَشَراً… لكي يشفي فينا ما يجعلنا قادرين على رؤية الكلمة… قال القدّيس يوحنّا: “نَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا”.