القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 17 أبريل – نيسان 2021 “
السبت الثاني من زمن القيامة
رسالة القدّيس بطرس الأولى 17-11:2
يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أُنَاشِدُكُم، كَنُزَلاءَ ومُتَغَرِّبِين، أَنْ تَمْتَنِعُوا عنِ الشَّهَواتِ الجَسَدِيَّةِ الَّتي تُحَارِبُ النَّفْس.
لِتَكُنْ سِيرَتُكُم بَينَ الأُمَمِ حَسَنَة، حتَّى إِذَا ٱفتَرَوا عَلَيْكُم كَأَنَّكُم فَاعِلُو سُوء، يُلاحِظُونَ أَعمالَكُمُ الحَسَنَة، فيُمَجِّدُونَ اللهَ في يَوْمِ الٱفْتِقَاد.
إِخْضَعُوا، إِكرامًا للرَّبّ، لِكُلِّ نِظامٍ بَشَرِيّ: أَمَّا لِلمَلِكِ فَبِٱعْتِبَارِهِ السُّلْطَةَ العُلْيَا،
وأَمَّا لِلوُلاةِ فبِٱعْتِبَارِهِم مُرْسَلِينَ مِنْ قِبَلِهِ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرّ، والثَّنَاءِ عَلى فَاعِلِي الخَير.
فَإِنَّ مَشِيئَةَ اللهِ هِيَ أَنْ تَكُونُوا فَاعِلِي خَير، لِتُفْحِمُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاء!
تصَرَّفُوا كأُنَاسٍ أَحْرَار، لا كَمَنْ يَجْعَلُونَ الحُرِّيَّةَ سِتَارًا لارْتِكَابِ الشَّرّ، بَلْ كَعَبِيدٍ لله.
أَكْرِمُوا الجَمِيع، أَحِبُّوا الإِخْوَة، إِتَّقُوا الله، أَكْرِمُوا الْمَلِك.
إنجيل القدّيس متّى 46-41:22
فِيمَا الفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعُونَ سَأَلَهُم يَسُوعُ
قَائِلاً: «مَا رَأْيُكُم في المَسيح: إِبْنُ مَنْ هُوَ؟». قَالُوا لَهُ: «إِبْنُ دَاوُد».
قَالَ لَهُم: «إِذًا، كَيفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا، إِذْ يَقُول:
قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَجْعَلَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيك؟
فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُو المَسِيحَ رَبًّا، فَكَيفَ يَكُونُ المَسِيحُ لَهُ ٱبْنًا؟».
فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَة. ومِنْ ذلِكَ اليَومِ مَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء.
التعليق الكتابي :
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
عظة عن المزمور 36 [35]
« كيفَ يَدعوه داودُ ربّاً بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ » (مت 22: 43)
انتبه لسرّ الرّب يسوع المسيح! فقد وُلِدَ من العذراء، خادمًا وربًّا في الوقت ذاته. خادمٌ ليعمل وربٌّ ليأمر، ولكي يزرع جذور ملكوت الله في قلب الإنسان. لديه أصل مزدوج غير أنّه واحد. إنّه الكائن نفسه عندما انبثق من الآب وعندما تجسّد من العذراء. إنّه هو نفسه المولود من الآب قبل كلّ الدهور، والذي تجسّد في الزمن من العذراء. لذا، هو يُدعى خادمًا وربًّا: إنّه خادم بسببنا؛ لكنّه، وبسبب وحدة الجوهر الإلهي، إلهٌ من إله، جوهر من جوهر، ابنٌ مُسَاوٍ للآب في كلّ شيء، مُسَاوٍ لهُ في الجوهر. في الواقع، لم يلد الآب ابنًا مختلفًا عنه وهو قال عن هذا الابن: “هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت” (مت 3: 17)…
إنّ الخادم يحتفظ دائمًا بصفات كرامته. الله كبيرٌ وكبيرٌ هو الخادم: لم يخسر بتجسّده تلك “العظمة اللامحدودة” (راجع مز 145[144]: 3)… “هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد ” (في 2: 6-7)… فهو مساوٍ لله، بصفته ابنًا لله؛ لقد اتّخذ صورة الخادم في تجسّده؛ لقد “عانى المَوت” (عب 2: 9)، ذاك الذي هو “عَظيمٌ ومُسبَحٌ جِداً ولا حَدَّ لِعَظَمَتِه”(مز 145[144]: 3)…
إنّما هي جيّدةٌ صورة الخادم تلك التي جعلتنا جميعنًا أحرارًا! نعم، إنّها جيّدة! فقد أكسبته “الاِسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء”! (في 2: 9). ما أحسن هذا التواضع! فبتواضعه، صارت “تَجثُوَ لاسمِ يسوع كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرض ويَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَّبّ تَمْجيدًا للهِ الآب.” (في 2: 10-11).