stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إذا صليت أدخل بيتك – الأب وليم سيدهم

401views

هوذا الكوفيد -19 يقوم بمهمة الإنفصال عن جميع الناس بما فيهم الإنفصال عن العائلة، الأطفال والزوجة، لكي نحمي أنفسنا من وباء الكورونا. إن شرط “دخول البيت” الذي وضعه المسيح كان القصد منه أن “فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.” (متى 6: 4) بمعنى النأي عن حُب الظهور بالتقوى أمام الناس، لكي يمجدوني ويصفوني بالقديس، وها هو اليوم مناسب لأني إذا أصريت على الصلاة في الكنيسة أو المسجد سوف أموت كمدًا بسبب انتشار الوباء وانتقاله من فرد لفرد.

إن الانفصال التام عن العالم والبقاء وحيدًا هو الحل الوحيد الباقي لأنقذ حياتي، ولما كانت دعوة المسيح للصلاة بإستقامة ودون رياء مشروطة بالاختفاء عن أعين الناس والإكتفاء بنظرة الله وحده، الذي يرى في الخفية فإن الفرصة مهيئة لكي أمارس الصلاة هنا بطريقة جديدة، فريدة، ألا وهي التضرع إلى الله الوحيد الذي يستطيع أن ينقذني من الموت، لكي يبعد عنا الوباء والغلاء والسبي والموت.

إنها فرصة فريدة، تجعلنا ننحني بكل قلوبنا وعقولنا إلى الذي غالبا ما ننساه في هرولتنا وعملنا وتنفيذ رغباتنا التي لا تنتهي لنحقق لنفسنا أكبر المغانم في الرزق وفي الأكل والشرب واللبس. إننا ننحني لنعترف أن فيروسًا لا يرى بالأعين المجردة يهددنا كل لحظة بالفناء وإننا رغم كبريائنا والبحث عن كرامتنا، مهددون هذه المرة ليس بالسيف أو المدفع أو غزو الأعداء من البشر، ولكن مهددون بشيء لا يُرى ولا يُحس، إلا بعد أن يكون تمكن من جهازنا التنفسي أو ارتفاع درجة حرارة جسمنا، أو ظهور أي خلل في منظومتنا الجسدية، والغريب والفريد من نوعه ان مليارات البشر مهددون في الوقت نفسه، فلست أنا المقصود فقط، وكأن الطبيعة والكون يثار لنفسه من تعدياتنا عليه والقضاء على الكثير من الكائنات الحية فيه، وتعدينا على النبات والشجر والهواء والبحار والإنهار.

إن الطبيعة تأن من سلوك البشر المشين نحوها، فسلطت علينا هذا الفيروس اللعين، كي يهددنا في كل لحظة بالفناء، كيف لنا أن نصلي يا الله ونحن نرتجف خوفًا من الموت؟ كيف نصلي ونحن نشعر أننا أصبحنا نُعامل مثل الحشرات التي تدخل جحورها خوفًا من أن تُداس بأرجلنا؟ كيف نصلي ونحن نئن من فرط الإكتئاب واليأس.
نعم، إن صلاتنا اليوم هي صلاة غريق قارب على الموت، صلاة من أصيب في مقتل وهو ينازع لكي يبقى على قيد الحياة. إن صلاتنا اليوم لا يمكن أن يكون لها معنى إلا إذا كانت صلاة توبة عميقة على كل خطايانا الجسمية التي ارتكبناها نحو الكون والطبيعة والمناخ والتي ارتكبناها عن جهل أو عن عدم علم.