من ليس معي فهو عليَّ – الأب وليم سيدهم
من لا يجمع معي فهو يفرق، هذه دعوة واضحة من يسوع للإصطفاف حوله، من يتشدق بأنه مع يسوع ولكن يعيس في الأرض فسادًا فهو كاذب، من يكون غيورًا على المسيحية لدرجة أنه يرتكب خطيئة التعصب، فيقذف الآخرين بالحجارة والطوب بحجة غيرته على المسيحية فهو قاتل، وليس من المسيحية بشيء.
كثيرون من الأراخنة ورؤساء الدين المسيحي من أعلى المراتب والدرجات في الكنيسة يملؤهم الكره والحقد لأصحاب الديانات الأخرى، وكأنهم بحكم منصبهم رؤساء لأحزاب سياسية أو رؤساء لجماعات تدعي المسيحية، وهي تمارس كل أنواع الحقد …..، والنفس للآخر بحجة أنه ليس مسيحي، هؤلاء يفرقون ولا يجمعون مع المسيح.
يؤمن البسطاء والفقراء غير المشوهين من وسائل الإعلام الطائفية المسمومة أن كل البشر أخوة، وهم يتجاورون في الحقول والمصانع والأسواق وان الاختلاف في الديانة هو شيء طبيعي، وأن الله هو الذي يحكم على قلوب الناس في النهاية.
ولكن الرعاة والوعاظ الأجلاف والعنصريين والجهلة يصرون أن يملأوا رؤوس هؤلاء البسطاء بضرورة القضاء على هذا الإختلاف، وأن هذا الدين أو هذا المذهب وهو الصحيح عند الله. ولأن البسطاء بطبعهم متواضعون ويشعرون بعدم درايتهم وأن المتعلمين ورؤساء الدين هم ولاة الأمر، فإنهم يتجرعون كأس العنصرية والفتنة، وهدم الوحدة التي تضم كل البشر في حياتهم اليومية من سعي إلى الرزق وبحث عن الطعام والسكن، من ولاة الأمر هؤلاء.
ولذلك يحذر المسيح المؤمنين به من مغبة هذه المعاملة غير المسيحية. فهو لم يدعوا أبدًا الناس إلى الكُره أو الحقد، أو الحكم على الآخرين من حيث يدخلون الجنة أم النار.
من ليس معي في نشر السلام والأمان والترابط بين الناس فهو عليَّ، لأنه يعلم الناس تعليمًا مخالفًا للمسيح، فلا المعمودية ولا حضور القداس يمكنهما أن يمحوا هذه الاثار السيئة لدفع الناس إلى التحارب باسم المسيح، باسم المحافظة والدفاع عن المسيحية. بل هو السلوك الطيب والإقتداء بوداعة المسيح وبإنفتاحه على كل الثقافات وكل الأديان، الكنعانية والسامرية وقائد المئة والفريسي والعشار والزناة والبرصى، وحتى يهوذا إن كان تلميذًا حقًا أم تلميذ ضعيف فخان وباع معلمه بثلاثين من الفضة.
ولذلك، وعلى مثال يهوذا، فإن المسيحي الذي يعتز بمسيحيته مهما كان قربه من يسوع قبل يهوذا ضحية يمارس تضليل الناس وتعليمهم البغض بدلًا من المحبة، والانتقام بدلًا من الغفران، والعنف بدلًا من السلام. فإنه يعمل ضد المسيح وليس معه، مهما كانت رتبته في الكنيسة ومهما كان إيمانه بالمسيح. المحبة هي الشريعة الحقيقية للمسيح، والغفران هو الموقف الباطني لأتباع المسيح، غير ذلك فلندق قلوبنا ونطلب المغفرة والهدى من الله.