البابا فرنسيس: الإصلاح الأخوي الحقيقي يؤلم لأنه يقوم على المحبة والحقيقة والتواضع
“الإصلاح الأخوي الحقيقي يؤلم لأنه يقوم على المحبة والحقيقة والتواضع، وبالتالي فإن كنا نجد لذّة في الإصلاح فهذه علامة بأنه ليس من الله” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان حول الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي ينبّهنا فيه يسوع قائلاً: “لِماذا تَنظُرُ إِلى القَذى الَّذي في عَينِ أَخيكَ؟ والخَشَبَةُ الّتي في عَينِكَ أَفَلا تأبَهُ لَها؟”.
قال الأب الأقدس: لا يمكننا أن نصلح شخصًا بدون محبة، تمامًا كما لا يمكننا أن نقوم بعمليّة جراحية بدون تخدير وإلا مات المريض من الألم. فالمحبة هي كالتخدير الذي يساعد للحصول على العلاج وقبول الإصلاح. وبالتالي ينبغي أولاً الانفراد بالشخص والتحدث معه بوداعة ومحبة. ثانيا، تابع البابا يقول علينا أن نحدثه بالحقيقة ونقول الحق. فالثرثرة تجرح وهي تسيء إلى سمعة الشخص وتجرح قلبه. وأضاف البابا يقول بالطبع قد ننزعج لدى سماعنا للحقيقة ولكن إن قيلت لنا بمحبة يُصبح من السهل علينا قبولها، وثالثًا على الإصلاح أن يتم دائمًا بتواضع لأنه إن كان عليك أن تصلح عيبًا صغيرًا تذكّر أن عيوبك أكثر وأكبر.
تابع البابا فرنسيس يقول: الإصلاح الأخوي هو عمل لشفاء جسد الكنيسة. هو كمن يُرقِّع خرقًا في نسيج الكنيسة، تمامًا كما ترقّع الأمهات والجدات بتنبّه ودقّة هكذا أيضًا يجب أن يتم الإصلاح الأخوي، لأنك إن لم تكن قادرًا على الإصلاح بمحبة وتواضع في الحق فإنك ستُسبّب إساءة للآخر وتجرح قلبه وستصبح مرائيًّا كما يقول لنا يسوع: ” أّيُّها المُرائي، أَخرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلاً…” أيها المرائي! اعترف بأنك خاطئ أكثر من الآخر ولكنك كأخ له ينبغي عليك أن تساعده وتصلحه.
أضاف الحبر الأعظم يقول: وفي عمليّة الإصلاح هذه، هناك علامة يمكنها أن تساعدنا وهي إن كنا نجد لذّة في الإصلاح علينا عندها أن نتنبّه بأن هذا الأمر ليس من الله. إذ أنه في الرب هناك دائمًا صليب وصعوبة في فعل أمر صالح، ومن الرب يأتي الحب الذي يحمل لنا الوداعة لا الحكم والدينونة. ونحن المسيحيون غالبًا ما نعيش تجربة أن نصبح معلّمين ونضع أنفسنا فوق الخطيئة والنعمة كما ولو كنا ملائكة… لا! وهذا ما يقوله القديس بولس أيضًا: ” وهكذا فإَِنِّي لا أَعْدو على غَيرِ هُدً ى ولا أُلاكِمُ كَمَن يَلطِمُ الرِّيح، بل أقَمَعُ جَسَدي وأُعامِلُه بِشِدَّة، مَخافةَ أَن أَكونَ مَرفوضًا بَعدَ ما بَشَّرتُ الآخَرين”. والمسيحي الذي لا يقوم بالإصلاح الأخوي بمحبة وتواضع في الحق يصبح أيضًا مرفوضًا لأنه لم ينضج في حياته المسيحية. فليساعدنا الرب إذًا في هذه الخدمة الأخوية الجميلة والمؤلمة لنساعد إخوتنا وأخواتنا بالمحبة والتواضع في الحق لكي يكونوا أفضل.
الفاتيكان