القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 26 مايو – أيار 2021 “
الأربعاء الأوّل بعد العنصرة
تذكار القديس الرسول كربوس أحد السبعين
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 27-18:1
يا إِخوَة، إِنَّ غَضَبَ ٱللهِ يُعتَلَنُ مِنَ ٱلسَّماءِ عَلى كُلِّ كُفرٍ وَظُلمِ ٱلنّاسِ ٱلحابِسينَ ٱلحَقَّ في ٱلظُّلم.
لِأَنَّ ما يُعرَفُ عَنِ ٱللهِ واضِحٌ فيهِم، إِذ قَد أَوضَحَهُ لَهُم ٱلله.
فَإِنَّ غَيرَ مَنظوراتِهِ تُبصَرُ مُنذُ خَلقِ ٱلعالَمِ مُدرَكَةً بِٱلمَبروءاتِ، وَكَذَلِكَ قُدرَتُهُ ٱلأَزَلِيَّةُ وَأُلوهَتُهُ، لِكَي لا يَكونَ لَهُم عُذر.
لِأَنَّهُم لَمّا عَرَفوا ٱللهَ لَم يُمَجِّدوهُ كَإِلَهٍ وَلَم يَشكُروهُ، بَل سَفِهوا في أَفكارِهِم وَأَظلَمَت قُلوبُهُمُ ٱلغَبِيَّة.
وَهُمُ ٱلزّاعِمونَ أنَّهُم حُكَماءُ، فَصاروا حَمقى،
وَبَدَّلوا مَجدَ ٱللهِ ٱلَّذي لا يُدرِكُهُ فَسادٌ، بِشِبهِ صورَةِ إِنسانٍ قابِلِ ٱلفَسادِ، وَطُيورٍ وَذَواتِ أَربَعٍ وَزَحّافات.
فَلِذَلِكَ أَسلَمَهُمُ ٱللهُ في شَهَواتِ قُلوبِهِم إِلى ٱلنَّجاسَةِ، لِفَضيحَةِ أَجسادِهِم في ذَواتِهِم.
أَلَّذينَ أَبدَلوا حَقيقَةَ ٱللهِ بِٱلباطِلِ، فَٱتَّقَوا ٱلمَخلوقَ وَعَبَدوهُ دونَ ٱلخالِقِ، ٱلَّذي هُوَ مُبارَكٌ إِلى ٱلدُّهور. آمين
لِذَلِكَ أَسلَمَهُمُ ٱللهُ إِلى أَهواءِ ٱلفَضيحَة. فَإِنَّ إِناثَهُم غَيَّرنَ ٱلإِستِعمالَ ٱلطَّبيعِيَّ بِٱلَّذي عَلى خِلافِ ٱلطَّبيعَة.
وَكَذَلِكَ ٱلذُّكورُ أَيضًا تَرَكوا ٱستِعمالَ ٱلأُنثى ٱلطَّبيعِيَّ وَٱلتَهَبوا بِعِشقِ بَعضِهِم بَعضًا. فَفَعَلَ ٱلذُّكورُ بِٱلذُّكورِ ٱلفَحشاءَ، وَنالوا في أَنفُسِهِمِ ٱلجَزاءَ ٱللائِقَ بِضَلالِهِم.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 26-20:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «إِن لَم يَزِد بِرُّكُم عَلى ما لِلكَتَبَةِ وَٱلفَرّيسِيّينَ، فَلَن تَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلسَّماوات.
قَد سَمِعتُم أَنَّهُ قيلَ لِلأَقدَمين: لا تَقتُل. فَإِنَّ مَن قَتَلَ يَستَوجِبُ ٱلدَّينونَة.
أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ مَن غَضِبَ عَلى أَخيهِ يَستَوجِبُ ٱلدَّينونَةَ، وَمَن قالَ لِأَخيهِ: راقا! يَستَوجِبُ حُكمَ ٱلمَحفِلِ، وَمَن قال: يا أَحمَقُ! يَستَوجِبُ جَهَنَّمَ ٱلنّار.
فَإِذا قَدَّمتَ قُربانَكَ عَلى ٱلمَذبَحِ، وَتَذَكَّرتَ هُناكَ أَنَّ لِأَخيكَ عَلَيكَ شَيئًا،
فَدَع قُربانَكَ هُناكَ أَمامَ ٱلمَذبَحِ، وَٱمضِ أَوَّلاً فَصالِح أَخاك. وَحينَئِذٍ ٱئتِ وَقَدِّم قُربانَك.
بادِر إِلى ٱلإِتِّفاقِ مَعَ خَصمِكَ ما دُمتَ مَعَهُ في ٱلطَّريقِ، لِئَلاَّ يُسلِمَكَ ٱلخَصمُ إِلى ٱلقاضي، وَيُسلِمَكَ ٱلقاضي إِلى ٱلشُّرطيِّ، فَتُلقى في ٱلسِّجن.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِنَّكَ لَن تَخرُجَ مِن هُناكَ، حَتّى توفِيَ آخِرَ فَلس».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
عظة حول خيانة يهوذا، 6
« ٱذهَب أَوَّلًا فَصالِح أَخاك، ثُمَّ عُد فَقَرِّب قُربانَك »
اِستمع إلى ما يقوله الربّ: “فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك”. (راجع مت 5: 23-24). ولكنّك سوف تقول: “هل سأترك هناك التقدمة والذبيحة؟” فيُجيبك: “بالتأكيد، لأن الذبيحة تُقدَّم حتى تتمكّن من العيش بسلام مع أخيك”. فإن كان الغرض من الذبيحة هو السلام مع قريبك، وأنت لا تحافظ على السلام، فلا جدوى بالنسبة لك لأن تشارك في الذبيحة، حتّى من خلال حضورك. فإنّ أوّل أمر عليك القيام به هو استعادة السلام، ذلك السلام الذي من أجله، أكرّر القول، تُقدَّم الذبيحة. وعندئذٍ تستفيد منها كثيرًا.
ذلك لأنّ ابن الإنسان جاء إلى العالم ليصالح البشريّة مع أبيه. كما يقول بولس: “الآن قد صالح الله معه كلّ شيء” (راجع كول 1: 22)؛ “بِالصَّليب قضى على العَداوة” (راجع أف 2: 16). ولهذا فإنّ الذي جاء يصنع السلام يجعلنا طوباويين أيضًا، إذا اقتدينا به، ويشاركنا اسمَه: “طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعَون” (راجع مت 5: 9). إذًا فإنّ ما فعله الرّب يسوع المسيح، ابن الله، حقِّقه أيضاً بقدر إمكان الطبيعة البشريّة. اِجعل السلام يسود عند الآخرين كما عندك. ألا يعطي الرّب يسوع المسيح اسم ابن الله لصديق السلام؟ لهذا السبب فإنّ التصرّف الجيّد الوحيد الذي يطلبه منّا وقت الذبيحة، هو أن نكون متصالحين مع إخوتنا. ويُرينا بذلك أنّ المحبّة هي أعظم الفضائل.