مار أوغسطينس رسولا لانجلترا ومطران كنتربري
(تذكاره في 27 مايو )
الاب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
(ولد القديس اوغسطينس يوم 13 نوفمبر عام 534 في مدينة روما ).
ان القديس غريغوريوس الكبير قبلما رفع إلى الكرسي البطرسي الروماني كان قد عزم أن ينطلق إلى أقوام انجلترا الذين كانوا وثنيين لكي يضئ لهم بنور الانجيل ويهديهم إلى الإيمان بالمسيح . ولكن أهل روما لم يتركوه أن يفارقهم . فلما حصل في مرتبة الرياسة العامة على الكنيسة المقدسة باشر هذا العمل السامي.
فاختار راهباً من دير القديس اندراوس اسمه اوغسطينس وعمد ان يرسله مع رهبان آخرين إلى بلاد الانجليز ليبشرهم بالانجيل أولئك القوم الوثنيين وينيروا لهم بأشعة إيماننا المقدس فسلحهم بغيرة وشجاعة وسرحهم إلى محاربة ملك الظلمات عدو الجنس البشري.
وبعدما سار هولاء المرسلون مدة ايام ضعفت شجاعتهم فعيوا الامر وارادوا أن يرجعوا . فارسلوا مقدهم اوغسطينس إلى القديس غريغوريوس البابا ليطلب الأذن لهم بالرجوع.
فاما البابا فلم يرد أن يسمح لهم بالرجوع فكتب لهم رسالة وبعثها مع رئيسهم اوغسطينس، فلما قرأ الرهبان المرسلون تلك الرسالة أخذوا بالحزم وواصلوا سفرهم بشجاعة . فأوصلهم الله سالمين إلى جزيرة ثانت الواقعة في شرقي بلاد كنت وكان ذلك سنة 596 وكان عددهم اربعين رجلاً مع المترجمين الذين اخذوهم معهم من فرنسا.
وبعد ايام جاء هذا الملك إلي جزيرة ثانت وطلب أن يري المرسلين. فاجتمع هولاء الرهبان وأتوا إلي الملك حاملين الصليب
فنجحت رسالتهم واهتدي الملك آثلبرت وعدد كبير من أهل مملكته إلى الإيمان واعتمد عشرة آلاف نفس في نهر التايمز . ولما راى اوغسطينس تلك المبادئ الناجحة انطلق إلي فرنسا ورسم هناك اسقفاً .
ثم رجع إلى بريطانيا وثبت كرسي اسقفيته في مدينة كنتربري فصار القديس اوغسطينس أول اسقف لمدينة كنتربري .
وكانت أعمالهم هناك لا تزال متقدمة في سبل النجاح حتى ان اصنام بلاد الانجليز دكت بأجمعها وانتشرت المسيحية بمعجزات باهرة . فكتب البابا غريغوريوس رسالة إلى القديس اوغسطينس يهنئه هو روفاقه على النجاح العظيم وسمح له أن يرسم اثني عشر اسقفاً ويكون هو مطراناً رئيساً عليهم . وعمل هذا القديس معجزات مختلفة من ذلك انه رد البصر لأعمي أمام الناس وقضي حياته في هذه الأعمال الرسولية إلى أن توفاه ربنا يسوع المسيح يوم 26 مايو 604 م .
ودفن في كانتربري ، في الدير المخصص للقديسين بطرس وبولس والذي سمي اليوم باسم القديس أوغسطين . فلتكن صلاته وشفاعته معنا دائما .