القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 6 يوليو – تموز 2021 “
الثلاثاء السابع بعد العنصرة
تذكار أبينا البار سيسوئي الكبير
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 12-1:7.20b:6
يا إِخوَة، مَجِّدوا ٱللهَ إِذَن في جَسَدِكُم وَروحِكُم ٱللَّذَينِ هُما لله.
أَمّا مِن جِهَةِ ما كَتَبتُم بِهِ إِلَيَّ، فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَن لا يَمَسَّ ٱمرَأَة.
وَلَكِن لِسَبَبِ ٱلزِّنى فَلتَكُن لِكُلِّ واحِدٍ ٱمرَأَتُهُ، وَليَكُن لِكُلِّ واحِدَةٍ رَجُلُها.
لِيَقضِ ٱلرَّجُلُ ٱمرَأَتَهُ حَقَّها، وَكَذَلِكَ ٱلمَرأَةُ أَيضًا رَجُلَها.
إِنَّ ٱلمَرأَةَ لا تَتَسَلَّطُ عَلى جَسَدِها بَل رَجُلُها، وَكَذَلِكَ ٱلرَّجُلُ أَيضًا لا يَتَسَلَّطُ عَلى جَسَدِهِ بَلِ ٱمرَأَتُهُ.
لا يَمنَع أَحَدُكُما ٱلآخَرَ عَن ذاتِهِ، إِلاّ عَن مُوافَقَةٍ إِلى حينٍ لِكَي تَتَفَرَّغا لِلصَّومِ وَٱلصَّلاة. ثُمَّ عودا إِلى ما كُنتُما عَلَيهِ، لِئَلاَّ يُجَرِّبَكُما ٱلشَّيطانُ لِعَدَمِ عِفَّتِكُما.
وَإِنَّما أَقولُ ذَلِكَ عَلى سَبيلِ ٱلإِباحَةِ، لا عَلى سَبيلِ ٱلأَمر.
لِأَنّي أَوَدُّ لَو يَكونُ جَميعُ ٱلنّاسِ مِثلي، لَكِن لِكُلِّ واحِدٍ مَوهِبَةً خاصَّةً مِنَ ٱلله. فَيَكونُ ٱلواحِدُ هَكَذا وَٱلآخَرُ هَكَذا.
أَمّا لِغَيرِ ٱلمُتَزَوِّجينَ وَلِلأَرامِلِ فَأَقول: حَسَنٌ لَهُم أَن يَبقوا كَما أَنا.
وَلَكِن إِن لَم يَتَعَفَّفوا فَليَتَزَوَّجوا، لِأَنَّ ٱلتَّزَوُّجَ خَيرٌ مِنَ ٱلتَّحَرُّق.
أَمّا ٱلمُتَزَوِّجونَ فَأوصيهِم، لا أَنا بَلِ ٱلرَّبُّ، بِأَن لا تُفارِقَ ٱلمَرأَةُ رَجُلَها.
وَإِن فارَقَتهُ فَلتَبقَ غَيرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَو فَلتُصالِح رَجُلَها، وَبِأَن لا يَترُكَ ٱلرَّجُلُ ٱمرَأَتَهُ.
وَلِلباقينَ أَقولُ، أَنا لا ٱلرَّبّ: إِن كانَ أَخٌ لَهُ ٱمرَأَةٌ غَيرُ مُؤمِنَةٍ، وَهِيَ تَرتَضي أَن تُساكِنَهُ، فَلا يَترُكها.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 13-1:14
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، سَمِعَ هيرودُسُ رَئيسُ ٱلرُّبعِ بِخَبَرِ يَسوعَ،
فَقالَ لِغِلمانِهِ: «هَذا يوحَنّا ٱلمَعمَدانُ قَد قامَ مِنَ ٱلأَمواتِ، وَلِذَلِكَ تُعمَلُ ٱلعَجائِبُ عَلى يَدِهِ».
فَإِنَّ هيرودُسَ كانَ قَد قَبَضَ عَلى يوحَنّا وَأَوثَقَهُ وَأَلقاهُ في ٱلسِّجنِ، مِن أَجلِ هِيرودِيّا ٱمرَأَةِ أَخيهِ فيلِبُّسَ،
لِأَنَّ يوحَنّا كانَ يَقولُ لَهُ: «لا يَحِلُّ لَكَ أَن تَحوزَها».
وَكانَ يُريدُ قَتلَهُ، إِلاّ أَنَّهُ خافَ مِنَ ٱلجَمعِ لِأَنَّ يوحَنّا كانَ عِندَهُم نَبِيًّا.
فَفي عيدِ مَولِدِ هيرودُسَ، رقَصَتِ ٱبنَةُ هيرودِيّا في ٱلوَسَطِ فَأَعجَبَت هيرودُس.
لِذَلِكَ وَعَدَها بِقَسَمٍ أَنَّهُ يُعطيها مَهما سَأَلَت.
فَتَلَقَّنَت مِن أُمِّها وَقالَت: «أَعطِني هَهُنا في صَحفَةٍ رَأسَ يوحَنّا ٱلمَعمَدان».
فَحَزِنَ ٱلمَلِك. وَلَكِن مِن أَجلِ ٱليَمينِ وَٱلمُتَّكِئينَ مَعَهُ، أَمَرَ بِأَن تُعطاه.
وَأَرسَلَ فَقَطَعَ رَأَسَ يوحَنّا في ٱلسِّجنِ،
وَأُتِيَ بِٱلرَّأسِ في صَحفَةٍ وَدُفِعَ إِلى ٱلصَّبِيَّةِ، فَحَمَلَتهُ إِلى أُمِّها.
فَجاءَ تَلاميذُهُ وَأَخَذوا ٱلجَسَدَ فَدَفَنوه. ثُمَّ أَتَوا وَأَخبَروا يَسوع.
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ ٱنطَلَقَ مِن هُناكَ في سَفينَةٍ مُنفَرِدًا إِلى مَكانٍ قَفر. فَسَمِعَتِ ٱلجُموعُ فَتَبِعوهُ مِنَ ٱلمُدُنِ ماشين.
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
عظات عن إنجيل القدّيس متّى، العظة 48
موت يوحنا المعمدان
“أَعطِني هَهُنا عَلى طَبَقٍ رَأسَ يوحَنّا ٱلمَعمَدان”… لقد رأى الله ذلك وسمحَ بحصوله؛ ولم يرسلْ البرق من أعالي السماوات ليقضي على ذلك الوجه الوقح؛ كما لم يأمرْ بأن تنشقَّ الأرض وتبتلعَ المدعوّين إلى ذاك الحفل البغيض. لماذا؟ لكي يُعِدَّ لخادمه انتصارًا أكثر بهاءً، ويترك عزاءًا أكبر لكلّ من كانوا يتبعونه في آلامهم… “لَيسَ في أَولادِ النَّساءِ أَكبَرُ مِن يوحنَّا” (لو 7: 28)، وقد حُكمَ عليه بالموت بناءً على طلب فتاة فاسقة وامرأة تائهة؛ وكلّ ذلك لأنّه دافع عن الشرائع الإلهيّة. فلتكن هذه الأمور كلّها سببًا إضافيًّا كي نتحمّلَ آلامنا بشجاعة كبرى…
لكن، فلنلاحظْ اللغة المعتدلة التي اعتمدها القدّيس متّى الإنجيليّ الذي حاول بقدر المستطاع إيجاد الأسباب التخفيفيّة لهذه الجريمة. فيما خصَّ هيرودس، فقد ذكرَ أنّه تصرّف بهذه الطريقة “مِن أَجلِ يَمينِهِ وَمُراعاةً لِجُلَسائِهِ”، وأنّه “قد اغتمّ لذلك”؛ إمّا فيما خصَّ الفتاة، فقد لحظَ أنّ “أمّها لقّتنها ذلك”… ونحن كذلك الأمر، يجب ألاّ نبغضَ الأشرار وألاّ ننتقدَ أخطاء القريبين، بل يجب أن نخبّئها قدر المستطاع، كما علينا أن نتركَ مكانًا لاستقبال المحبّة في قلوبنا. فقد تكلّمَ الإنجيليّ باعتدال تامّ عن تلك المرأة الدمويّة والفاسقة… أمّا أنت، فإنّك لا تنفكّ تعامل قريبك بطريقة شريرة… ويكمن الفرق بين القدّيسين وبيننا في طريقة مقاربتهم للأمور: فهم يحزنون على الخطأة، بدل أن يلعنوهم. فَلنتصرّفْ مثلهم؛ فَلنحزنْ على هيروديّا وعلى كلّ مَن يتصرّف مثلها. وكم من وليمة تشبه وليمة هيروديّا نرى اليوم! فنحن لا نحكم بالموت على يوحنّا المعمدان، بل نمزّق أعضاء الرّب يسوع المسيح.