تامل الثلاثاء
شكر
لا أجد يا سيدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم انشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الاخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصه من أجل ان أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التى تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من اجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا ابنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتى من مجرد عبد مقيد بشرور ابليس الى ابن وارث لملكوت ابيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على اهلي على اصدقائي.
لا يكفيك يارب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والاكرام.
انت الآب الذى يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم.
توبة
إلهي أتيتُ بصدق الحنين — يناجيكَ بالتوبِ قلبٌ حزين
إلهي أتيتكَ في أضلعي — إلى ساحةِ العفوِ شوقٌ دفين
المزامير
أَللَّهُمَّ، كُن لِلحَقِّ مُستَمِعا
وَإِلى تَضَرُّعي مُصغِيا
أَلا ٱسمَع إِلهَي مِنّي ٱلدُّعاء
فَما في لِساني أَيُّ رِياء
لِيَصدُر عَلَيَّ ٱلحُكمُ بَينَ يَدَيكَ
وَأَشهَدُ ٱلإِستِقامَةَ بِعَينَيكَ
إِمتَحَنتَ قَلبي وَٱختَبَرتَهُ لَيلا
بِٱلنّارِ مَحَّصتَني
وَلَم تَجِد فِيَّ مِنَ ٱلإِثمِ شَيئا
وَلَم تَخرُج مِن فَمي كَلِمَةٌ آثِمَة
أَللَّهُمَّ، إِنّي أَدعوكَ لِأَنَّكَ تَستَجيبُ لي
فَٱرهِف أُذُنَكَ نَحوي وَٱستَمِع إِلى قَولي
أَظهِر بَديعَ مَراحِمِكَ،
يا مُخَلِّص مَن بِيَمينِكَ يَعتَصِمون
مِن أَيدي ٱلمُناهِضين
بِظِلِّ جَناحَيكَ ٱستُرني
مِمّا ٱدَّخَرتَ إِنَّكَ تَملَأُ لَهُم ٱلبُطون
لِيَشبَعَ ٱلبَنون وَيَترُكوا فَضَلاتِهِم لِلأَحفاد
إنجيل القدّيس متّى 38-33:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا طَرَدَ يَسوعُ ٱلشَّيطان، تَكَلَّمَ ٱلأَخرَس. فَأُعجِبَ ٱلجُموع، وَقالوا: «لَم يُرَ مِثلُ هَذا قَطُّ في إِسرائيل!»
أَمّا ٱلفِرّيسِيّون، فَقالوا: «إِنَّهُ بِسَيِّدِ ٱلشَّياطينِ يَطرُدُ ٱلشَّياطين».
وَكانَ يَسوعُ يَسيرُ في جَميعِ ٱلمُدُنِ وَٱلقُرى، يُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم، وَيُعلِنُ بِشارَةَ ٱلمَلَكوت، وَيَشفي ٱلنّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وَعِلَّة.
وَرَأى ٱلجُموعَ فَأَخَذَتهُ ٱلشَّفَقَةُ عَلَيهِم، لِأَنَّهُم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعِيَ لَها.
فَقالَ لِتلاميذِهِ: «ٱلحَصادُ كَثيرٌ وَلَكِنَّ ٱلعَمَلَةَ قَليلون.
فَٱسأَلوا رَبَّ ٱلحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِهِ».
تامل
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
عظة بعنوان: ” حضور الله غير المرئي”
« ورأَى الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها »
يا إخوتي، أنظروا من حولكم… لِمَ نجد الكثير من التغييرات والنضالات، والعديد من الشِيَع والعديد من قوانين الإيمان؟ لأنّ البشر غير راضين وقلقين. ولِمَ هم قلقون، كلٌّ بمزموره، وعقيدته، ولغَتِه، ووَحْيِهِ، وتحليله؟ إنّهم قلقون لأنّهم لم يجدوا ما يبحثون عنه. يا للأسف! هذا هو الوضع فعلاً في بلدنا المعروف بأنّه بلد مسيحيّ: لم يكتسب عدد كبير من الناس أيّ شيء من الإيمان، غير عطشٍ إلى ما لا يملكون، وتوقٍ إلى بلوغ السلام الحقيقي، وما يخلّفه هذا العطش من حمّى وتخبّط. كلّ هذا لم يوصلهم بعد إلى وجود الرّب يسوع المسيح، الذي هو “الفرح التامّ” (يو 15: 11) “والنَعيم على الدَّوام” (مز 16[15]: 11) …
لو كانوا قد تغذّوا من “خبز الحياة” (يو 6: 35) وتذوّقوا الشّعاع اللّذيذ، لكانت عيونهم انفتحت كما انفتحت عينا يوناتان (راجع 1صم 14: 27) ولكانوا عرفوا مخلّص البشر. لكن لكونهم لم يفهموا هذه الأمور المرئيّة، عليهم البحث أكثر، وهم ما زالوا تحت رحمة الإشاعات الآتية من بعيد.
إنّه مشهدٌ محزنٌ: يرزح شعب الله على التلال “مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا”. وعوض أن يبحث في الأماكن التي لطالما تردّد إليها الربّ وفي المسكن الذي أسّسه، فإنّه يهتمّ بالمسائل البشريّة، ويتبع مُرشدين غرباء ويسمح لآراء جديدة بأن تسيطر عليه، ويصبح لعبة الصدفة أو مزاج اللحظة وضحيّة الإرادة الشخصيّة. إنّه قلق جدًّا، ومحتار تسيطر عليه الغيرة، “تَتقاذَفُه أَمْواجُ المَذاهِب وَيعبَثُ بِهِ كُلُّ رِيح فيَخدَعُه النَّاسُ ويَحتالونَ علَيه بِمَكرِهِم لِيُضِلُّوه” (أف 4: 14). كلّ ذلك يحصل بسبب عدم البحث عن “رَبٍّ واحِدٍ وإِيمانٍ واحِدٍ ومَعْمودِيَّةٍ واحِدة، وإِلهٍ واحِدٍ أَبٍ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهو فيهِم جَميعًا” (أف 4: 5-6) وحيث فيه “يجدون الراحة لأنفسهم” (مت 11: 29).