stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لا تحملوا كيسًا ولا مزودًا – الأب وليم سيدهم

485views

لقد تأملنا في أحد المشاهد الانجيلية، البيئة والإطار الذي يعمل فيها الرسول  “هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ” (مت 10: 16). أما في هذا المشهد فإننا أمام منهج رباني يجب إتباعه لتبليغ رسالة الخلاص، يتلخص هذا المنهج في:

  • ارسلهم اثنين اثنين
  • ترسلهم فارغي اليدين من أي مال
  • طلب منهم أن يلقوا السلام على البيت الذي يقصدونه.
  • زودهم بسلطان لطرد الأرواح النجسة وشفاء المرضى.
  • في حالة عدم استقبالهم من الناس أن ينسحبوا وينفضوا الغبار الذي علت في رجليهم أي الانسحاب التام بسلام
  • طلب منهم أن لا يضيعوا وقتهم “لاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ.” (لو 10: 4).
  • أن يقبلوا الاستضافة والمبيت عند الذين يقبلونهم
  • أن يعتبروا أنه من الطبيعي أن يستضيفهم الذين قبلوهم فهذه كانت عادات الضيافة في ذلك الوقت
  • أن يبشروا بملكوت السموات

هذا المنهج الرباني للتبشير، ليس فيه أي إجبار على قبول المسيحية، بل السلام هو عنوان البشارة، وكذلك الاعتماد على الله وعلى سخاء الذين يرغبون في اتباع هذه البشارة الجديدة.

لا شك أن هناك علامات استفهام أمام روح المغامرة التبشيرية، فهم معرضون للقبول كما انهم معرضون للرفض وفي كل الحالتين السلام هو سيد الموقف.

في أيامنا هذه حيث تدين البلاد باديان مختلفة وراسخة يصبح هذا المنهج يغطي كل علاقاتنا مع أصحاب الديانات الأخرى ولأن كل دين يعتد ويعتز بنفسه فإنه ليس من الفطنة محاولة اقتلاع الناس من محيطهم الديني المتنامي، ولكن الحل الوحيد للبشارة اليوم هو تطبيق روح هذا المنهج الرباني في حياتنا اليومية، فكما يقول اخوتنا المسلمون “الدين المعاملة” فنحن نقول ايضًا: “يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!” (1 يو 3: 18). في جميع مناحي الحياة، السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية، علينا أن نتصرف بما يليق بكرامة الانسان واحترامه والاصغاء إلى احتياجاته.

فحين نصلي ، لا داعي للمظاهر المستفزة، “وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.” (مت 6: 6). وحينما تذكي ” فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ،” (مت 6: 3). وحينما تدرس في الجامعة عليك أن تتصرف بمسئولية واحترام للجميع، وحينما تعبر عن رأيك السياسي، عليك أن تكون صادقًا وشجاعًا، وحينما تقوم بخدمة للمجتمع، أن يتم ذلك بتواضع وعدم شبهة استغلال للمخدومين.

في زمن التعددية الدينية تصبح البشارة القيام بواجباتنا الدينية والثقافية وغيرها وسيلة لنشر السلام بين الأديان المتعددة. لأن الله يعلم كل ثقافة وكل اصحاب ديانة، بما يتناسب معهم.

لا نحمل كيسًا ولا مزودًا لأننا نثق في كرم الرب وكرم الناس الذين يستشعروا الثقة والأمان من ناحيتنا، وليس التحقير والتمييز المبني على روح التعالي والتفوق على الآخر.