القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 31 يوليو – تموز 2021 “
عيد الشهداء 350 من رهبان دير مار مارون
مار إغناطيوس دي لويولا المعترف (1493-1556)
تذكار رُهْبانُ القِدِّيسِ مارُونَ القِدِّيسونَ الثَلاثِمِئَةٍ والخَمْسِون
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 20-17:16
يا إِخوتي، أُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَحْذَرُوا الَّذينَ يُثِيرُونَ الٱنْقِسَامَاتِ والشُّكُوك، خِلاَفًا لِلتَّعليمِ الَّذي تَعَلَّمْتُمُوه. فَٱبْتَعِدُوا عَنْهُم.
فأَمْثَالُ هؤلاءِ لا يَخْدُمُونَ رَبَّنَا المَسِيح، بَلْ بُطُونَهُم، وَبالكَلِمَاتِ الحُلْوَةِ والأَقْوَالِ المَعْسُولَة، يَخْدَعُونَ قُلُوبَ الأَبْرِيَاء.
فإِنَّ طَاعَتَكُم قَدِ ٱشْتَهَرَتْ لَدَى الجَمِيع. فأَنَا إِذًا أَفْرَحُ بِكُم، ولكِنْ أُريدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في الخَيْر، وبُسَطَاءَ في الشَرّ.
وَإِلهُ السَّلاَمِ يَسْحَقُ الشَّيْطَانَ عَاجِلاً تَحْتَ أَقْدَامِكُم. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ تَكُونُ مَعَكُم !
إنجيل القدّيس لوقا 54-49:11
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لِهذَا قَالَتْ حِكْمَةُ الله: أُرْسِلُ إِلَيْهِم أَنْبِياءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُم وَيَضطَهِدُون،
لِكَي يُطْلَبَ مِنْ هذا الجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاء، أَلَّذي سُفِكَ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم،
مِنْ دَمِ هَابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا، الَّذي قُتِلَ بَيْنَ المَذْبَحِ وَالهَيكَل. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، إِنَّهُ سَيُطْلَبُ مِنْ هذَا الجِيل.
أَلوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون».
وَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، بَدَأَ الكَتَبَةُ وَالفَرِّيسِيُّونَ يُضْمِرُونَ لَهُ حِقْدًا شَدِيدًا، وَيَسْتَدْرِجُونَهُ إِلى الكَلامِ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَة،
وَيَتَرقَّبُونَهُ لِيَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ مِنْ فَمِهِ.
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 – 390)، أسقف وملفان الكنيسة
الحديث اللاهوتي الثالث
«بَلَغَ حِقدُ الكَتَبَة والفِرّيسيّينَ عليهِ مَبلغًا شديدًا، فَجَعَلوا يَستَدرِجونَه إلى الكلامِ على أمورٍ كثيرةٍ»
إنّ مَن تحتقرُه اليوم كان في زمن معيّن أعلى منك؛ ومَن هو إنسان اليوم كان كاملاً إلى الأبد. كانَ في البدء من دون سبب، ثم تنازلَ والتفت إلى حال هذا العالم ومشاكله… وقد اتخذ طبيعتَكَ الخشنة من أجل خلاصِكَ، أنتَ مَن يقوم بإهانة الربّ وباحتقاره.
لقد لُفَّ بالأقمطة، لكنّه تخلّصَ من كفنه عند القيامة. أُضجِعَ في مزود، لكنّ الملائكة مجّدَتْه، ودلَّ النجمُ عليه، وسجدَ له المجوس… اضطر إلى الهرب إلى مصر، لكنّه خلّصَ هذا البلد من خرافات المصريّين. كانَ “لا صورَةَ لَهُ وَلا جَمالَ” (إش53: 2) أمام أعدائه، لكنّه في نظر داود “أكثرَ جمالاً من بَني البشر” (مز45[44]: 3) وعلى الجبل أضاءَ وجهُه كالشمس (مت 17: 1). قبل العماد بطبيعته الإنسانيّة، لكنّه محى خطايانا بطبيعته الإلهيّة. لم يكن بحاجة إلى التطهير، لكنّه أرادَ أن يُقدّسَ المياه. تعرّضَ للتجربة بطبيعته الإنسانيّة، لكنّه انتصرَ بطبيعته الإلهيّة، هو مَن “غلبَ العالم” (يو16: 8)… جاعَ، لكنّه أطعمَ الآلاف، هو “الخبر الحيّ الذي نزلَ من السماء” (يو6: 48). عطشَ، لكنّه صرخَ “إنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَليُقبِلْ إليَّ وَليَشْرَبْ” (يو7: 37)… عرفَ التعب، لكنّه الراحة “لكلّ المُتعَبين والمُثقَلين” (مت 11: 28)… قيل عنه “إنّه سامري وإنّ به مسًّا من الشيطان” (يو8: 48)، لكنّه خلّصَ الرجل الذي وقعَ بين أيدي اللصوص (لو10: 29)، وجعلَ الشياطين تهرب… صلّى، لكنّه يستَجيبُ للصلوات. بكى، لكنّه يُكفكِفُ الدموع. بيعَ بثمن زهيد، لكنّه اشترى العالم بثمن باهظ: اشتراه بدمه.
سيقَ إلى الموت كالنعجة، لكنّه قادَ إسرائيل والعالم كلّه اليوم، إلى المرعى الخصيب (حز34: 14). سكتَ كالخروف، لكنّه الكلمة الذي أعلنَه الصوت الصارخ في البريّة (مر1: 3). ضُرِبَ وأُصيبَ بجروح، لكنّه يشفي كلّ الأمراض وكلّ الإعاقات (مت 9: 35). رُفِعَ على خشبة وسُمِّرَ عليها، لكنّه خلّصَنا بواسطة شجرة الحياة… ماتَ، لكنّه أحيا من الموت. دُفِنَ، لكنّه قامَ وصعدَ إلى السماء وحرّرَ النفوس التي كانَتْ في المطهر.