stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أختي تتركني وحدي – الأب وليم سيدهم

652views

شكوانا لا تنقطع بسبب رفض أخواتنا واخوتنا التعاون معنا في تلبية طلبات الأسرة، وعندما يحلُّ علينا ضيف أو أكثر نجد أنفسنا في مواقف محرجة، إذا لم يكن هناك تعاون بين الأخوة والأخوات. وقد يجد الأخ الكبير أو الأخوات أنفسهم في ضيق وشدّ بسبب إهمال أخوتنا وأخواتنا لصرخاتنا المستجدية حتى لا يشعر الضيوف بهذه التوترات في الأسرة.

ضيفنا اليوم هو يسوع بنفسه، والأسرة الجميلة التي تستقبله هما مريم ومرثا أختا لعازر. وكان يسوع يحب هذه الأسرة ويتردد عليها كثيرً، لدرجة أن بعض نصوص الإنجيل تشرح وتفسر لنا مشاعر يسوع الحارة تجاه موت لعازر اخو مريم ومرثا.

في كل الأحوال، يسوع موجود في البيت عند مريم ومرثا، ولكن مرثا بدلًا من الجلوس مع يسوع والإصغاء له والحديث معه فضلت أن تشغل نفسها في المطبخ. وكأن يسوع جاء ليأكل ما طاب ولذ من أيدي الأختين.

وبينما جلست مريم تحت قدمي يسوع تصغي إلى كلماته العذبة والمُعزية والشافية، انشغلت مرثا في المطبخ وقررت أن تشكو أختها كما تفعل الفتيات في أسرنا وتتهمها بالتقصير والكسل “فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!” (لوقا 10: 40) ولكن يسوع، عاجلها بقوله: “فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا”.(لوقا 10: 42) بمعنى أن مريم ميزت جيدًا بين أهمية الجلوس مع يسوع وأهمية البقاء وحدها تجهز المائدة والطبيخ.

هذا المشهد جميل جدًا، لأننا نستطيع من خلاله أن نسمع إجابة يسوع وصرف النظر عن كل الطقوس الأخرى، التي تمليها المجاملات ومحاولة عمل الواجب مع الضيف.

أحيانًا كثيرة، نصرف الوقت في المبالغة في تزيين الهيكل وعمل الشموع وتطريز اللفائف وشراء أغلى الأشياء المستخدمة في طقوس احتفالاتنا الدينية، وننسى أهم شيء وهو تحضير قلوبنا وتنظيف آذاننا وإهمال استعداداتنا الباطنية التي تؤهلنا للدخول في قلب يسوع، للإصغاء إلى الهاماته وأنواره.

إن مريم أخت مرثا تصبح الشخصية النموذج، نقتفي آثارها في صمتنا ورياضاتنا الروحية، والتحرر من المجاملات والأمور السطحية للولوج إلى قدس الأقداس في أعمق قلوبنا حيث الرب ينتظرنا ليصغي إلى آهاتنا وتنهداتنا ويغسلنا من قذارات النفس والجسد، لنصبح أنقياء القلوب، وأحرارًا لأننا سمعنا صوت الله يدعونا كأبناء وبنات لنثمر.