stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أخذتم مجانًا فمجانًا أعطوا – الأب وليم سيدهم

Bible and cross --- Image by © VStock LLC/Tetra Images/Corbis
360views

المجانية هي العطاء دون مقابل، أن نعطي بدون مقابل في هذه اليام التعيسة يعني أننا عبطاء في نظر الإنسان العادي، وكما يقول المثل الأمريكي الراسمالي Time is money الوقت يعني المال، وكما يقول المثل المصري “لا يملأ العين إلا التراب” نحن نأخذ لا بل نطلب المزيد والمزيد من المال، المزيد من الوقت، المزيد من الممتلكات، المزيد من الكبرياء، المزيد من السلطة ….. الخ، حتى الهدايا بمختلف أحجامها وأوزانها وأنواعها غالبا ما تعطى مجانًا في الظاهر، ولكن الحقيقة هي هدايا مدفوعة الثمن متبادلة المنفعة.

ما الذي أخذه الرسل مجانًا من يسوع؟ وما الذي يمكن أن يعطوه مجانًا؟ ولمن؟ يقول خليل جبران في كتابه الشهير “النبي” “إن الأشجار والطبيعة تعطي مجانًا ولكن يسوع ابن الله أعطى حياته كلها مجانًا لتلاميذه وللبشرية” فمثلا هو الذي دعا الرسل الأثنى عشر ليتبعوه مجانًا لم يطلب من بطرس أو اندراوس أن يمضوا عقد معه، بل ولا أن يقدموا الـ C.V التي تخصهم، ولا طلب منهم أن يدفعوا أيجار الشقة أو ثمن الورشة التي دعاهم إليها.

لقد قضى يسوع الناصري ثلاث سنوات مع رسله وتلاميذه يربيهم ويهذبهم ويعلمهم كلام الله، كلام الملكوت مجانًا، علمهم كيف يديرون حياتهم بشكل متوازن ويتعاملون مع إخوتهم البشر بسماحة وحب وغفران وبسلام.
علمهم كيف يقيمون علاقة حية ومثمرة وعميقة مع الاب السماوي كما أراهم كيف يتحد هو في حياته الأرضية بحياة الآب السماوي، وكيف يجعلون من إرادتهم ومشيئتهم إرادة الله ومشيئة الله على الأرض.

لم يحصل التلاميذ على دبلوم التميز في مدرسة يسوع، بل حصلوا على الروح القدس المعزي الذي وعدهم بع يسوع قبل موته وقيامته وصعوده الى السماء.

ونحن ماذا يمكن أن نعطي مجانًا رغم ضغوط العالم علينا يمكننا أن نعطي السلام، الحب، الانفتاح على أخوتنا، يمكننا أن نعطي من وقتنا للخدمة ويمكننا أن نعطي روحنا الممزوج بروح الله لأخوتنا في البشرية، كل ذلك مجانًا، نعم مجانًا أخذنا ومازلنا نأخذ من الله، الشمس والهواء والماء والثمار والاخوة والاخوات. ولذلك يمكننا أن نعطي مجانًا إذا بلغ وعينا بضرورة كل ذلك لكي نعيش في سلام وطمأنينة.