أساقفة اسكندينافيا : القديس يوسف هو مثال للإيمان علينا اتباعه
نقلا عن الفاتيكان نيوز
30 مارس 2021
كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .
“ليشجّعنا القديس يوسف في حياتنا مع الله من خلال صلواته ومثاله لكي نكون نحن بدورنا أيضًا عونًا لجميع الأشخاص المحتاجين” هذا ما كتبه مجلس الأساقفة في الدول الاسكندنافية في رسالته بمناسبة السنة المخصصة للقديس يوسف
إنَّ سنة القديس يوسف هي “فرصة لكي نتعرف عليه بشكل أفضل ولكي نطلب مساعدته لنتمكّن من اتباع يسوع عن كثب”، هذا ما كتبه مجلس الأساقفة في الدول الاسكندنافية في رسالة رعوية وجّهوها للمؤمنين بعد بضعة أيام من بداية السنة الخاصة التي تكرسها الكنيسة لهذه الشخصية الخفيّة وإنما المحورية أيضًا في تاريخ الخلاص.
نشرت الرسالة باثنتي عشرة لغة، وهي تذكّر بفضائل خطّيب مريم الذي يمكن للمسيحيين أن يتعلّموا من مثاله لكي يتبعوا يسوع بشكل أفضل. ويكتب الأساقفة في رسالتهم إنَّ القديس يوسف هو أولاً رجل إيمان وبار. وعلى مثال إبراهيم أبينا في الايمان، أصغى لصوت الله وتبع إرادته بالرغم من أن هذا الأمر يتطلّب منه الكثير ويصعب فهمه. بهذا المعنى أكد الأساقفة أنه يعلمنا أن نسلم أنفسنا لله حتى في الأوقات الصعبة أيضاً.
ويتابع أساقفة اسكندينافيا رسالتهم بالقول إن القديس يوسف هو رجل صلاة لكنه صامت أيضا، ليس لدينا أي كلمة منه ولكن يبدو وكأنه قد أصغى إلى إرشادات الله؛ وبالتالي هو يرشدنا نحن الذين نحتاج للصمت كفسحة مقدسة يمكننا أن نتعلّم فيها كيف نتعرّف على صوت الله الخفيف والواضح. وكرجل يهودي متعبد، علّم يوسف يسوع أن يصلّي وبالتالي فهو أيضا معلِّمنا في الصلاة. وأكد الأساقفة في هذا السياق على أن القديس يوسف، أبو يسوع في التبني هو أيضا حامي العائلة ومصدر إلهام لعائلاتنا اليوم؛ فإذ أخذ على عاتقه المسؤولية لكي يحمل يسوع ومريم الى مكان آمن في مصر ليعودوا بعدها إلى الناصرة فهو “إذًا نموذج لكل أب”. وبالنسبة للأساقفة الإسكندنافيتين، إنه لمن المشجع أن نرى اليوم كيف يأخذ الآباء دورهم بشكل جدي ويكرّسون أنفسهم لأبنائهم، ولاسيما في مرحلة يرفض فيها العديد من الآباء مسؤولياتهم أو هم غائبين عن عائلاتهم فعلياً.
ويتابع مجلس الأساقفة في الدول الاسكندنافية رسالته بالقول إنَّ القديس يوسف هو أيضًا نموج للعمال ومدافع عنهم ضد أي شكل من أشكال الاستغلال لأنه كان يجب عليه هو أيضًا أن يعمل بشكل قاسٍ لكي يعيل عائلته ويحافظ عليها. وبالتالي سيساعدنا لكي نعمل مع الخالق من أجل مجتمع أفضل وأكثر عدالة. من ثمَّ هو نموذج أيضا للعفة في مجتمعنا المطبوع بالإفراط الجنسي، وبالتالي فقادر على التعبير عن حب حقيقي وصادق وغير متملك يمكنه أن يساعد الرجال على التحرر من النماذج الذكورية للمجتمع الأبوي. كذلك ذكّر أساقفة اسكندينافيا أيضًا أنَّ القديس يوسف هو الشفيع الكنيسة لأنه كما حمى يسوع خلال نموه، هو لا يزال اليوم أيضًا يساعد جسد المسيح السرّي في حجه الأرضي. ولذلك – يكتب الأساقفة – نتوجّه إليه خاصة من المسيحيين المُضطَهَدين في العالم. وإذ قد اعتنى أيضًا بعائلة الناصرة يشّكل أبُو يسوع بالتبني، أيضا رمز لثقافة العناية التي ذكّر بها في العديد من المرات البابا فرنسيس ضد ثقافة اللامبالاة من أجل بناء مجتمع أكثر أخوَّةً. من ثمَّ هو رجاء الأشخاص المشرفين على الموت، الذي يذكّر المسيحين بأن يكونوا شهودًا للحياة.
ختامًا إنَّ القديس يوسف هو أيضًا حامي اللاجئين والمهاجرين لأنه مثلهم قد أُجبر على الهرب مع عائلته. وبالتالي هو يدعونا اليوم لكي نقدّم استقبالاً كريمًا حتى لو كان مؤقتًّا فقط للذين قد أُجبروا على ترك بلدانهم بسبب الحروب والاضطهادات والجوع. إنَّ الهجرة هي تحدٍّ لا يملك حلولاً سهلة ولكن لا أحد يمكنه أو يجب عليه أن يتهرّب منه.
وختم مجلس الأساقفة في الدول الاسكندنافية رسالته بالقول إنَّ القديس يوسف قد حمى سيد الحياة في بداية حياته الأرضيّة ووضع بكلِّ ثقة حياته في خدمة الله. وتمنى الأساقفة في هذا السياق بأن نتمكّن بمساعدته من أن نصبح نحن أيضا حماة للحياة في بدايتها وفي نهايتها وخلال فترة حياتنا كلّها على هذه الأرض حيث نجد أنَّ حياة العديد من الأشخاص مهددة وغير آمنة ولا يتمُّ تقديرها. ليشجّعنا القديس يوسف في حياتنا مع الله من خلال صلواته ومثاله لكي نكون نحن بدورنا أيضًا عونًا لجميع الأشخاص المحتاجين.