أصلبه .. أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا – الأب وليم سيدهم
أصلبه .. أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا
الذين أكلوا معه، الذين شفاهم، الذين استقبلوه ملكًا على أورشليم بأغصان الزيتون، هؤلاء هم أنفسهم من صرخوا “أصلبه .. أصلبه”. إن جموع الشعب اليهودى كانوا يعيشون في زمن المسيح في القهر والهوان، وكانت سطوة رجال الدين كاملة. كيف وصل هذا الشعب الطيب المغلوب على أمره إلى هذه الدرجة من نكران الجميل والتحريض على قتل البار؟.
لنتذكر هتلر وكيف أستطاع ان يحول الشعب الألمانى إلى ذئاب خاطفة تقتل بدم بارد اليهود، إنها الدعاية والحشد والطاعة العمياء لسحر الكلمة، لقد كان الصلب في عهد المسيح هى عقوبة المجرمين “ملعون من عُلق على خشبة” ولأن الإتهامات التى وُجهت إلى يسوع يجرمها الناموس اليهودى فقد حُكم على يسوع بالصلب لإنه متهم بالتجديف على الله، لنتخيل كيف يجدف الله على الله؟ ونتأمل كيف خان العلماء اليهود الأمانة وكيف استخرجوا من الناموس حكمًا على من تنبأ به الانبياء مثل اشعيا وأرميا وغيرهم بمجيئه ليخلص شعب اسرائيل. إنها المصالح، التجارة، النقود، والذبائح التى كان هيكل أورشليم يدرها على الكهنة والفريسيين.
إن قوانين إزدراء الأديان والحسبة والإلحاد لا تقل ظلمًا وغرابة عن قوانين الرجم حتى الموت لمن يجدف على الله. إن عقوبة الإعدام على الصليب التى طُبقت على المسيح البار حولت رمز اللعنة إلى رمز للبركة والكرامة والغفران.
إن الذى قال“ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا”. (لوقا 14: 26). يحمل صليبه أمام الجميع، يختار أن يحمله بكامل إرادته لأنه أدرك أن العالم يجهل تمامًا صورة الله الحقيقية وهو مسكون بشيطان الإنفصال عن الله والإستقلال عنه.
يؤكد القديس بولس هذا المعنى بقوله لقد طلب اليونانيون حكمة هذا العالم واليهود طلبوا الآيات أما نحن فحاشا لنا ان نفتخر الا بصليب يسوع المسيح.