أما أنتم فلستم في حكم الجسد – الأب وليم سيدهم
علينا أن نميز بين الإنسان الذي يتكون من الجسد والروح في وحدة متناغمة وبين الإنسان الذي يعجز عن المحافظة على هذا التوازن. فنحن نفتخر بأن جسدنا ناله المجد من فرط نعمة التجسد الذي أصبح به الإبن أخًا لنا في هذا الجسد، ونالت القداسة هذا الجسد الفائق، فاصبح جسدًا حيًا بفضل نعمة تجسد المسيح.
إلا أننا نضعف في أوقات كثيرة إذ نترك أجسادنا ضحية لغرائزنا بدلًا من أن تصبح غرائزنا أداة لضبط الجسد. فالقديس بولس يحدث أهل رومية عن ضرورة أن يكون الروح هو قائد الدفة في شخص الإنسان وليس الغرائز.
إن للغرائز الجسدية كغريزة حب البقاء وغريزة التناسل وغريزة الأكل والشرب كلها تحافظ على الجسد ليكون خادمًا للقيم السامية مثل الإيثار والعطاء والفرح والتمييز والصدق. ويحذرنا بولس الرسول من الخلل الذي يطرأ على وظائف الجسد وغرائزه، فيحجب الجانب الأساسي الثاني في شخصية الإنسان. لذلك يخاطب بولس مسيحيين روما قائلًا لهم: “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ.” (رو 8: 9) فماذا نعمل لكي نحافظ على هذا التوازن الدقيق بين وظائف الجسد ووظائف الروح بحيث تكون روح الحياة اقوى من روح الموت في جسدنا وفي شخصيتنا.
وإذا كنا نؤمن بان قيامة الأموات تعني أن يقوم الجسد مع النفس لملاقاة رب الأرباب وصاحب الدينونة، فإننا لا نعتد بإعتلال الجسد وتحلله، ولكن نؤمن أن الله قادر أن يقيم أجسادنا المأتة كما جاء في سفر حزقيال عن العظام اليابسة، وكيف تكتسي هذه العظام بمقومات الحياة الأبدية.
إن قيامة المسيح من بين الأموات، وهي باكورة قيامتنا من بين الأموات تذكرنا بأننا من نسل القديسين، ومدعوون كما جاء في سفر الرؤيا لكي نشاهد أورشليم السمائية النازلة إلى الأرض تمجيدًا لله الحي وإحتفاء بالنصر المبين على كل عوامل الخطية وعلى الحية والشيطان.