stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنا القيامة – الأب وليم سيدهم

935views

أنا القيامة

القيامة هي انتصار الإنسان الكامل يسوع المسيح آدم الثاني على الإنسان الخاطيء آدم الأول، يقول بولس: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.” (رو 5: 12) وقد داس المسيح الموت بموته على الصليب موت البار الصديق، ابن الله من حيث حبله من الروح القدس زابن البشر من حيث نسبه الى مريم العذراء بالجسد.

إن طاقة القيامة التى حولت الفقراء والصيادين والمهمشين إلى صناع للحياة ومنشئين لأكبر مؤسسة دينية في العالم وشهود لقيامة الرب، هذه الطاقة تستطيع أن تحولنا نحن إلى شهود للحياة وتجعل من كل عناصر الموت فينا عناصر مُطعمة بقوة القائم من بين الأموات تموج بالحياة.

يقول القديس يوحنا الإنجيلي: “والكلمة صار جسدًا وحل بيننا” ، ” أتى إلى خاصته وخاصته لم تقبله” ، “أما الذين قبلوه فأعطاهم أن يكونوا أبناء الله لأنهم ليسوا من لحم ودم”.

ويدعم قولنا هذا ما أثنى به يسوع على بطرس حينما أجاب بالصواب على السؤال: “«وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 16: 15- 17)

إن الآب السماوي أفاض علي ابنه الوحيد روحه القدوس وخصّ كل من قبل الإبن قبل الآب ومن قبل الآب قبل الإبن، فنحن مشمولين برعاية ونعمة الثالوث المقدس الذي ظهر جليًا في معمودية يسوع من يوحنا، حيث الروح القدوس نزل عليه مثل حمامة وصوت الآب صرخ “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”

وتكرر المشهد في التجلي مع بطرس ويعقوب ويوحنا إذ جاء صوت الآب من السماء ” هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا”، ويقول يسوع لمريم أخت لعازر “من آمن بي ولو مات فسيحيا”.

نعم، ملايين الشهداء والقديسين من جيل إلى جيل وهبوا حياتهم لملك الحياة وإشتهوا أن يلحقوا بالمسيح القائم من بين الأموات، فهانت عليهم حياة الترف وحياة السلطة وهانت عليهم مباهج الحياة في سبيل الوصول إلى الحياة الحقيقية في حضن الآب وبشركة الإبن والروح القدس.

يقول لنا المعلم بولس الرسول: “وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ،” (1 كو 15: 14) ، إن أساس إيماننا وحجر الزاوية له هو إنتصار القائم من بين الأموات على الموت نفسه، فلم يعُد الموت هو الكلمة الأخيرة للإنسان كما كان يحدث قبل قيامة المسيح بل أصبحت الحياة وملء الحياة التي وهبها لنا المسيح بموته وقيامته هي التي تقودنا من حياة أرضية إلى حياة سماوية عن يمين الآب مع المنتصر على الموت يسوع المسيح.

هذه هي البشارة التي قبلناها وهذه هي البشارة التي ننشرها في العالم كله.