stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنا مستعد أن أموت في سبيلك  – الأب وليم سيدهم

568views

كثيرة هي أوهام المؤمنين، لقد عشنا ورأينا بأم أعيننا أناسًا ظنوا لا بل إعتقدوا إعتقادًا جازمًا أنهم مستعدين للموت دفاعًا عن الله جل جلاله، وكأن الله إنسان محدود ومحكوم بمنطق البشر ومصوم بالهشاشة، كم من الإنتحاريين والمووسين بالدين من كل الأديان بما فيهم المسيحية وسوس لهم الشيطان أنهم وحدهم الذين يستطيعون الدفاع عن الله جل جلاله.

بطرس الرسول كاد أن يغرق في هذا المنطق الضحل والهش وهو يتعامل مع يسوع ابن الآب المساو للآب في الجوهر والذي تجسد من أجلنا.

فبينما يسوع يلقي خطبة الوداع قبل أن يصلب ويموت في انجيل يوحنا قال لتلاميذه: “حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ.” (يو 13: 33) فقال له سمعان بطرس: يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي، وَلكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيرًا ، قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ؟ إِنِّي أَضَعُ نَفْسِي عَنْكَ!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.” (يو 13: 36- 38(

لقد درس يسوع طباع البشر بعد أن عاش معهم وأحبهم وكرّس حياته لهم وعرف مكامن ضعفهم، من أنانية ومجد باطل وإدعاء للشجاعة والشهامة وإنكار الذات، وبعد ما حدد الداء الذي جاء مرسلًا من الآب لكي يشفي الإنسان منه. وبعد أن أعلن للتلاميذ بما فيهم بطرس أن واحدًا منهم سيسلمني جاء بطرس وكأنه يتحدى يسوع يخبره أنه ليس مثل الآخرين كيف يا بطرس؟! من المستعد أن يموت من أجل الآخر؟ يسوع أم بطرس؟ أم فيلبس أم اندراوس؟

ما إن قبض على يسوع لمحاكمته وصلبه حتى انفرط عُقد تلاميذه وإختفوا وللحقيقة حاول بطرس أن ينفذ ما وعد به سيده ولكن هيهات لقد فضحته الجارية : “انت منهم” (تلاميذ يسوع) لا يا إمرأة ثلاث مرات متتالية انكر سيده.

صاح الديك فإنتفض بطرس وتذكر ما قاله يسوع،  مهلًا،  كم مرة صاح الديك في حياتنا ليذكرنا بخيانة سيدنا المسيح إننا نعيش تحديات مستمرة لإيماننا سواء من قبل احتياجاتنا المادية المُلحة أم إحتياجاتنا المعنوية من مجد باطل ولهث وراء السلطة.

إن يسوع الذي يحبنا ويبذل نفسه كل يوم من أجلنا لا يطلب منّا أن ندافع عنه ولكن أن ندافع عن انفسنا أولًا، لقد قال لبنات أورشليم وهو يحمل صليبه: يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ،” (لو 23: 28)

يسوع يطلب منا أن نستعد للتوبة حينما تحولنا الخطية إلى حُطام، نعم يارب، أنت مت لأجل أن أحيا فلا تحرمني من غفرانك ورحمتك يا أرحم الراحمين.