إنه ليس هنا .. لقد قام – الأب وليم سيدهم
إنه ليس هنا .. لقد قام
لقد ظل يوسف الرامي وفيًا ليسوع رغم عضويته في مجلس السنهدرين حتى النهاية، فبعد موت يسوع على الصليب ذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس وإستأذنه ليأخذ جسد يسوع. فأخذه ووضعه في قبر من الصخر لم يدفن فيه أحد قبل ذلك وكانت النسوة اللاتي تتبعن يسوع هناك مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وباقي النساء، وقمن بتطييب الجسد قبل دفنه وإختفى كل تلاميذه ماعدا يوحنا الحبيب.
وفي يوم الأحد ذهبت النسوة ليقمن بطقوس الموتى وكنّ يتساءلن عمن يدحرج لهن حجر القبر ولكن حينما وصلن وجدن القبر مفتوحًا ووجدن شخصًا داخل القبر ويسوع لم يكن موجودًا. “فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ»” (مرقس 16: 6- 7) إلا أن النسوة إرتعبن ولم يخبرن التلاميذ بحسب رواية القديس مرقس، إلا أن لوقا ومتى يذكران أنهن أسرعن وأخبرن تلاميذه وفي رواية القديس مرقس يذكر أن التلاميذ لم يصدقوا أن يسوع قام لكن يذكر في نهاية إنجيله أن يسوع ظهر لهم وهم يأكلون ووبخهم على قساوة قلوبهم وعدم تصديق النسوة. وبعدها أمرهم بأن يذهبوا ويعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين.
نعم، لم يصدق التلاميذ في بداية الأمر، فلو أن لدينا أبنًا أو إبنة أخبرنا الطبيب أن حياته في خطر الموت وانهرنا بالبكاء عليه وإعتباره في عداد الأموات فماذا يحدث لو نجحت العملية عكس توقعات الأطباء سنظل فترة غير مصدقين لأننا نعلم أن سلطان الموت أقوى من توقعاتنا بالشفاء.
هكذا ظل التلاميذ أكثر من خمسين يومًا غير متأكدين من قيامة يسوع، ومرت عليهم أقسى لحظات الشك وهو أسبوع الآلام حيث كانت تجرى محاكة يسوع وصلبه وموته على الصليب. كان السواد حالكًا لدى التلاميذ وكل مُحبي يسوع إلى أن تواتر ظهور يسوع القائم من بين الأموات وبدأ التلاميذ يسترجعون الذكريات التي عاشوها معه ويتذكروا الإنذارات التي وجهها إليهم في مناسبات كثيرة عن ضرورة موته على أيدى الكتبة والفريسيين ثم قيامته في اليوم الثالث “قَائِلًا: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».” (لو 9: 22)
وفي يوم الخمسين يتحول شك التلاميذ وخوفهم من النهاية الكابوسية ليسوع إلى يقين تام وشجاعة منقطعة النظير ويقول بطرس: ” فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا».( أعمال 2 : 32 – 36)