963views
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 – 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة
صلاة للحصول على التواضع، صلاة رقم 20
«إِحمِلوا نيري وَتَتَلمَذوا لي»
يا ربّي يَسوع! عندما كُنتَ مسافِرًا في الأرض، قلتَ: “إِحمِلوا نيري وَتَتَلمَذوا لي، فَإِنّي وَديعٌ مُتَواضِعُ ٱلقَلب، تَجِدوا ٱلرّاحَةَ لِنُفوسِكُم”. يا ملك السماوات القدير، نعم، إنّ نفسي تجد الراحة في رؤيتك تنحني، وأنت مُتَّخِذٌ صورة وطبيعة العبد (راجع في 2: 7)، لدرجة أنّك غسلت أقدام رسلك. أتذكّر عندها هذه الكلمات التي لفظتَها لتعلّمَني أن أمارس التواضع: “فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم.الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ… أَمَّا وقد عَلِمتُم هذا فطوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِه ” (يو 13: 15-17). إنّي أفهمها، يا ربّ، هذه الكلمات الخارجة من قلبك الوديع والمتواضع، وأريد أن أمارسها بمعونة نعمتك.
أريد أن أخفض نفسي بتواضع وأن أُخضِع إرادتي لإرادة أخواتي، دون أن أعارضهنّ بأيّ شكل من الأشكال وبدون أن أعرف ما إذا كان لديهنّ الحقّ في أن يأمرنَني. لم يكن لأحد، يا حبيبي، هذا الحقّ عليك، ولكنّك لم تُطِع فقط العذراء القدّيسة والقدّيس يوسف، بل أيضاً جلّاديك. الآن أراك في القربانة تجعل ذروة امّحائك. أيّة واحدة منها ليست هي تواضعك، يا ملك المجد الإلهيّ… يا حبيبي، إنّك تبدو لي تحت حجاب القربانة البيضاء وديعاً ومتواضع القلب! يا يسوع، الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبي مثل قلبك!
