stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

اختيار اسم الحبر الأعظم يرمز إلى الولادة الثانية للبابا الجديد

22views

٧ مايو ٢٠٢٥

الفاتيكان نيوز

بعد أن يكون مجمع الكرادلة قد اختار البابا الجديد خلال الكونكلاف، يُسأل الكاردينال المنتخب عن الاسم الذي يريده لحبريته، وهذا هو تقليد بات مترسخا في تاريخ الكنيسة منذ القدم، وهو مرتبط بقرار الرب يسوع الذي شاء لسمعان أن يُغير اسمه ليصبح “بطرس”.

في طريق عودته من زيارته الرسولية إلى مونغوليا سُئل البابا الراحل فرنسيس من قبل أحد الصحفيين عن إمكانية قيامه بزيارة رسولية إلى فيتنام. فأجاب على السؤال قائلا: “إن لم أذهب أنا سيذهب بلا أدنى شك البابا يوحنا الرابع والعشرون”.

وحملت هذه العبارات الكثير من الأشخاص على التساؤل عما إذا كان البابا المقبل سيختار اسم يوحنا، ومما لا شك فيه أن الكلمات التي تفوه بها البابا برغوليو بدأت تلفت انتباه الصحفيين، خصوصا مع بدية أعمال الكونلاف، هذا الأربعاء، والذي سينتخب حبرًا أعظم جديدًا، لكن من الصعب جدًا أن نجيب على هذا السؤال لأن قرار الاسم يتعلق حصرًا بالكاردينال الذي سيُنتخب على الكرسي البابوي.

عندما يختار الكرادلة الناخبون، أي الذين هم دون الثمانين من العمر، البابا الجديد يُطرح على هذا الأخير سؤالان باللغة اللاتينية، قبل أن يرتدي الثوب الأبيض. السؤال الأول: أتقبل انتخابك قانونياً كحبر أعظم؟ والسؤال الثاني: ماذا تريد أن تُسمّى؟ وفي حال وافق الكاردينال المنتخب، واختار اسمه، تتم كل المراسم بعيداً عن أعين عامة الشعب، بانتظار أن يخرج الكاردينال الكاميرلنغ على شرفة البازيليك الفاتيكانية ليُردد على مرأى ومسمع العالم العبارة اللاتينية الشهيرة “أعلن لكم فرحاً عظيما. لدينا بابا! قبل أن يقرأ اسم المولد (باللاتينية) واسم العائلة ثم الاسم الذي اختاره كحبر أعظم.

في تلك اللحظات تتعرف الحشود التي تبدأ في التجمّع في الساحة الفاتيكانية لدى تصاعد الدخان الأبيض، تتعرف على اسم البابا الجديد، بالإضافة طبعاً إلى المتابعين حول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. عن

وهذا الاسم يضاف إليه رقم تسلسلي في حال كان أحد البابوات السابقين يحمل الاسم نفسه. فإذا اختار البابا السابع والستين بعد المائتين اسم فرنسيس، على سبيل المثال، يصبح اسمه فرنسيس الثاني. وإذا اختار اسم يوحنا، يصبح اسم البابا الجديد يوحنا الرابع والعشرين. ومما لا شك فيه أن الاسم الذي يختاره الكاردينال المنتخب يرمز إلى الولادة الجديدة للحبر الأعظم تزامنا مع بداية خدمته البابوية.

ومن أكثر الأسماء التي اختارها البابوات على مر القرون هناك: بيوس، غريغوريوس، يوحنا، بندكتس، إينوسنت، لاوون وإكلمنضس. وقد غابت أسماء شأن يوسف، يعقوب، إندراوس ولوقا، كما أن أي حبر أعظم لم يختر اسم بطرس لغاية اليوم.

وثمة العديد من البابوات الذين اختاروا أسماء الرسل القديسين. البابا بولس السادس، على سبيل المثال، قال في العام ١٩٦٣ إنه اختار الاسم لأن بولس الرسول أحب المسيح بطريقة عظيمة، واجتهد كثيراً ليحمل إنجيل المسيح إلى جميع الأمم، وضحى بحياته حباً بالمسيح.

أما البابا راتزنغر فقال عام ٢٠٠٥ إنه اختار اسم بندكتس تيمناً بالبابا بندكتس الخامس عشر الذي قاد الكنيسة في مرحلة صعبة جداً، خلال الحرب العالمية الأولى، كما أن هذا الاسم يعيد إلى الأذهان شخصية بندكتس من نورشا.

أما البابا برغوليو فاختار اسمًا لم يختره أحد من قبله وقال بعد أيام قليلة على انتخابه إنه شعر في قلبه باسم القديس فرنسيس الأسيزي، مضيفا أنه كان رجل الفقر والسلام، الرجل الذي أحب الخليقة واعتنى بها.

أما الكاردينال ألبينو لوتشياني، لدى انتخابه حبراً أعظم عام ١٩٧٨، فعل شيئاً، لم يسبق له مثيل في تاريخ الكنيسة. فقد اختار اسماً مركباً، ألا وهو يوحنا بولس الأول. وقال بهذا الصدد إنه لا يتمتع بحكمة البابا يوحنا الثالث والعشرين ولا بثقافة البابا بولس السادس، مضيفا أنه وجد نفسه في مكانهما ويتعين عليه أن يقود الكنيسة.

وجاء بعد شهر ونيف كارول فويتيوا ليختار الاسم نفسه، فأصبح البابا يوحنا بولس الثاني. مما لا شك فيه أن اسم البابا الجديد، بالإضافة إلى تعاليمه، سيشكل بوصلة تقود مسيرة شعب الله في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ.