stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ادخلوا إلى فرح سيدكم – الأب وليم سيدهم

903views

‏”لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني،وعريانا ‏فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وسجينا فجئتم إلي” (متى 25 :35 – 36) ‏
شيء غريب أن الدينونة الأخيرة تتم حول أفعال محبة القريب، وبالذات المريض والسجين ‏والعريان والعطشان. إنني لا أملّ من حضور القداسات والتقدم إلى المناولة والمواظبة على السبع ‏صلوات في الأجبية، وكنت أتوقع أن الله سوف يحاسبني على ذلك ولكن منطق الله أحيانًا يكون ‏غريبًا جدًا.‏
لقد جاء في الكتاب المقدس أن “فإن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي، يقول الرب. كما ‏تعلو السموات عن الأرض كذلك طرقي تعلو عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم” (اشعياء 55 : ‏‏8-9). إن ميزان الحسنات التي يحتفظ به الرب تجاهل الرياضات الروحية والقداسات ‏والمناولات والصيامات، ما الذى حدث؟
إنه تصحيح رائع للسلوك الإزدواجي الذي نمارسه طيلة حياتنا. لقد ظننا أن التقرب إلي الله ‏وممارسة الطقوس وتكريس الوقت لله سوف يشفع لنا في الدينونة وإذا بالديان العادل والمُحب ‏والحنون لا يلتفت إلا لسخائنا مع اخوتنا البشر والوقت الذى نكرسه لهم خاصًة هؤلاء المسجونين ‏والمرضى والعرايا والعطاش.‏
إن كلام الله واضح لا لبس فيه. فعلى الذين يختصرون ملكوت الله في العبادات والصلوات دون هذه ‏الأفعال الأساسية إلا يستغربوا حينما يقول لهم الله : “إليكم عني، أيها الملاعين، إلى النار الأبدية ‏المعدة لإبليس وملائكته” (متى 25 : 41)،ذلك أن الله ليس كما يظن الملحدون والفريسيون ‏وأصحاب القلبين والساذجون ومدعى الإيمان “أنانيًا وقاسيًا ومحابيًا ومحتكرًا لنا إنه أسمى من ‏ذلك” أيها المراؤون، أحسن أشعيا في نبؤءته عنكم إذ قال:((هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما ‏قلبه فبعيد مني” (متى 15 : 7-8).‏
إن الذى يصلي إلى الرب دون أن يفهم أن الصلاة إلى الرب هى نفسها التى تدفعنا إلى خدمة القريب ‏والتضحية من أجله. لدرجة أن الله يقول: ” فإذا كنت تقرب قربانك إلى المذبح وذكرت هناك أن ‏لأخيك عليك شيئا، فدع قربانك هناك عند المذبح، واذهب أولا فصالح أخاك، ثم عد فقرب ‏قربانك” (متى 5 : 23 – 24).‏
هكذا لا انفصام ولا انفصال بين عبادة الله واحترام وإكرام البشر بعضهم لبعض. فمن يفعل ذلك ‏ويترك تلك فهو في ضلال مبين، وكما أن للإنسان كليتين وعينان وأذنان هكذا فإن علاقة الأنسان ‏لن تكون ذات معنى أو مكتملة إلا إذا ربطت بين حب الله وحب القريب.‏
يقول يسوع لمعلم الشريعة ردًا على: “( يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ )) فقال له: (( ‏ماذا كتب في الشريعة ؟ كيف تقرأ؟ )) فأجاب: (( أحبب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل ‏قوتك، وكل ذهنك وأحبب قريبك حبك لنفسك )). ‏‎ ‎‏(لوقا 25 – 27:10) ، هذا هو ملخص الوصايا ‏العشر في الشريعة.‏
فعجبي على إنسان يدعي أنه بمواظبته على الصلاة إلى الله دون مداومة أفعال المحبة مع قريبه ‏سعيد في حياته. إن مثل الدينونة الأخيرة ماثل أمامنا وهو الفيصل في مدى قربنا أو بعدنا عن قلب ‏الله.‏
نحن اليوم في عالم مسكون بالشياطين والأصنام المدمرة وأحوج ما نكون لخدمة إخوتنا وأخواتنا ‏الجياع والساجين والعرايا والمرضى. بعد أن سيطر تجار الرقيق والمخدرات والأسلحة ‏والخزعبلات على هذا العالم الشرير، فعلينا أن نستعيد هذا العالم الذى خلقه الله من قبضة الأنانية ‏وعشاق السلطة وعُبّاد الدولار.‏
فهل نحن مستعدون؟ إن الطريق معروف وإن كانت فيه صعاب وعقبات وإن كان الله معنا فمن ‏علينا؟