stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« اسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا » – القدّيس أوغسطينُس

943views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
أحاديث عن المزامير (حديث عن المزمور 38[37])

« اسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا »

قال صاحب المزامير: “أيها السّيد، بُغيَتي كلها أَمامَك” (مز 38[37]: 10)، لا أمام النّاس الذين لا يستطيعون رؤية ما في القلب. فإن كانت رغبتك أمام الآب، وهو “الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك” (مت 6: 4). إذ إنّ رغبتك هي صلاتك؛ وإذا دامت الرّغبة، دامت معها صلاتك. فما قال الرسول بولس هباءً: “لا تَكُفُّوا عن الصَّلاة” (1تس 5: 17). أتراه قال هذا الكلام لأنّنا، بلا كللٍ، نركع ونسجد ونرفع أيادينا؟ فإن كانت صلاتنا تقتصر على هذه الأعمال، لا أعتقد إنّنا نستطيع الاستمرار من دون كللٍ.

لكنّ نوعًا آخر من الصلاة يستمرّ بلا كللٍ وهو الصلاة الداخليّة، أي الرغبة. فمهما كانت انشغالاتك، إذا رغبتَ براحة السبت لن تكفَّ عن الصلاة. لن تصمت إلّا إذا توقّفتَ عن الحبّ. ومَن الذين قد صمتوا؟ إنّهم أولئك الذين قيل فيهم: “ويَزْدادُ الإِثْم، فتَفتُرُ المَحَبَّةُ في أَكثرِ النَّاس” (مت 12: 24). حين تَفتُر المحبّة يصمتُ القلب، وحين تتّقدّ المحبّة يصرخ القلب. فإن دامت المحبّة أبدًا (راجع 1كور 13: 8)، حينئذ سوف يعلو صراخك أبدًا. وإذا علا صراخك، دامت رغبتك. وإذا دامت رغبتك، لا تنفكّ تفكّر في الراحة.

“أيها السّيد، بُغيَتي كلها أَمامَك وتنهدي لا يَخفى عليك”… فالرغبة تقود إلى التنهّد الذي لا يكون دائمًا مسموعًا لدى النّاس، لكنّه لا يبرحُ يئنّ على أذنيّ الله.