stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الأب زولنر يشدد على ضرورة أن تعطى الأولوية للدفاع عن الأشخاص الضعفاء

731views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

29 مايو 2020

عُقد بعد ظهر الجمعة أول منتدى عبر الإنترنت بهدف التباحث في سبل حماية القاصرين والأشخاص الضعفاء في هذا الظرف الذي نمر به. نظّم هذا اللقاء “مؤتمر الحماية الدولية” الذي يضم ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية وعددا من الخبراء والأخصائيين العلميين في مجال الدفاع عن القاصرين.

تم تسليط الضوء خلال المنتدى على الجهود التي تبذلها الكنيسة الكاثوليكية، والمسؤوليات التي تقوم بها من أجل توفير الحماية في ظل الأزمة الصحية التي يمر بها العالم اليوم بسبب جائحة كوفيد 19. وتطرق المؤتمرون بنوع خاص إلى كيفية تعامل ضحايا الانتهاكات والتجاوزات مع الحجر الصحي والانعزال، خصوصا وأن هذا الوضع أدى إلى زيادة نسبة العنف المنزلي والأسري، لاسيما بحق الأطفال.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن اليسوعي هانس زولنر، الأستاذ الجامعي والعضو في اللجنة الإدارية لمؤتمر الحماية الدولية، الذي استهل حديثه معربا عن قلقه إزاء تنامي العنف الممارس ضد الأطفال في إطار الحجر المنزلي، هذا ناهيك عن ارتفاع نسبة الاطلاع على المواد الإباحية، بما في ذلك الخاصة بالقاصرين. وأكد أن فترة الحجر المنزلي والإغلاق لم تترتب عليها تبعاتٌ اقتصادية وسياسية واجتماعية وحسب، إذ تعرض للخطر الأشخاصُ الأكثر ضعفا وهشاشة، لاسيما القاصرين.

هذا ثم عبر الأب زولنر عن قلقه حيال إمكانية الاقتطاع من الموارد المخصصة لحماية القاصرين، نظرا لتراجع الأوضاع الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، وهذا الأمر يعني أن المجتمع المدني، والكنيسة الكاثوليكية أيضا، قد لا يتابعا الجهود التي قاما بها في السابق من أجل توفير الحماية اللازمة للقاصرين. واعتبر الكاهن اليسوعي أن الأزمة التي نمر بها اليوم لا تطرح تحديات كبيرة في وجه الكنيسة وحسب إنما في وجه العديد من الدول التي خصصت موارد هامة لحماية القاصرين من التعديات الجنسية، وكانت هذه المعركةُ أولويةً بالنسبة لها، لكن اهتمامها بات اليومَ منصباً على قضايا صحية واقتصادية، مع العلم أنه في ظل الوضع الراهن بات القاصرون أكثر عرضة للانتهاكات والتعديات الجنسية.

في رد على سؤال بشأن الغاية من انعقاد المنتدى عبر الإنترنت قال الأب زولنر إن المنظمين أرادوا أن يؤكدوا للعالم أن الاهتمام ما يزال قائماً حيال القاصرين، ويريدون أيضا أن يُسلط الضوءُ على “الممارسات الحسنة”، وما تم اختباره حيال السكان الأكثر عرضة لهذه المخاطر. وشدد على ضرورة أن يؤخذ العامل السيكولوجي في عين الاعتبار لأن العديد من المربين والعاملين الاجتماعيين فقدوا التواصل مع أطفال يعيشون أوضاعاً عائلية صعبة وهم يدركون أنهم عرضة للانتهاكات ويسعون إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة.

ولم تخلُ كلمة الكاهن اليسوعي الألماني من الإشارة إلى ضرورة الاستثمار في تنشئة أشخاص مؤهلين ومن أصحاب الكفاءات في مجال حماية الأطفال والقاصرين. واعتبر أن دراسة علم النفس والتربية واللاهوت ليست كافية، لأن هناك أيضا البعد القانوني والقضائي الذي يتطلب كفاءات محددة. وقال إن مؤتمر الحماية الدولية يقدّم التنشئة اللازمة للأشخاص الملتزمين في هذا المجال والقادمين من عدة أبرشيات ومجالس أسقفية وجمعيات رهبانية وهيئات غير كنسية. وتحدث أيضا عن أهمية تنشئة المدرسين ومعلّمي الدين وكل من يقدمون الدعم للأشخاص المعرضين لخطر الانتهاكات.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني عبر الكاهن اليسوعي هانس زولنر عن قلقه البالغ إزاء المستقبل، مشيرا إلى أن مسألة حماية القاصرين لا تُعتبر أولوية في العديد من المجتمعات والبيئات، حتى من قبل المجتمع المدني. وأكد أنه من الأهمية بمكان أن نناضل من أجل رخاء جميع الأشخاص المحتاجين إلى الحماية والمساعدة، حتى إذا اقتضى الأمر التضحية بأمور أخرى، كما لا بد أن تُعطى الأولوية للدفاع عن الأشخاص العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم.