stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عن الكنيسة

الأبعاد الطقسية للكنيسة – الأب يوسف أقلاديوس

1kviews

download (68)

مقدمة:

للكنيسة منزلة كبيرة في حياة الإيمان. فهي الوسط الذي يتسلّم فيه المسيحي إيمانه ويعبّر عنه وينمّيه، وهي الجماعة التي تعطي معنى لحياته، ويختبر فيها العلاقة مع الله ومع إخوته وأخواته، كما أنّها نقطة انطلاقه إلى العالم.

بدأت الكنيسة نواة صغيرة ضمّت مجموعة رجال ونساء آمنوا بالمسيح وتبعوه. شقّت هذه النواة طريقها في صميم العالم وظروفه، لا خارجه، فعرفت الاضطهادات، كما عرفت المجادلات والانقسامات، وأوقات شدّة وأوقات سلام. لقد أدركت الكنيسة، منذ نشأتها، أنّ الإيمان طريقة حياة. فهو ليس مجرّد مجموعة أفكار وطقوسًا، بل اتّباع يسوع المسيح في تاريخ البشر، الأمر الذي يفترض سلوكًا اجتماعيًا معيّنًا يعكس محبّة المسيح للإنسان وللبشريّة بأسرها.

لم تلغِ هذه القناعة، بالطبع، أهميّة تنظيم الكنيسة. فالأوضاع الإنسانيّة تفترض التنظيم في كلّ أبعاده الإداريّة والقضائيّة وغيرها. كما لم تلغِ أهمية تحديد العقيدة، ولا سيّما بسبب بروز تعاليم خاطئة ونشأة بدع كثيرة. غير أنّ هدف الكنيسة الأولى كان اتّباع المسيح عمليًّا والثبات فيه. فالتركيز كان عمّا يعني أن يكون الإنسان مسيحيًا في العالم. هنالك إذًا حركة روحيّة في أساس الكنيسة، حركة تدخل المؤمن في جسد حيّ يمثّل استمرار عمل المسيح الخلاصيّ.

معنى كلمة “الكنيسة”

كلمة آرامية معرّبة وهي كنوشتا، معناها المجمع والجماعة أو المجلس. ولكن الكلمة اليونانية ekkledia تضيف معنى الدعوة. لأن مبادرة التجمع لا تأتي من البشر (مثل أي تجمّع). بل من الله الذي يدعونا إلى الاجتماع معه.

نجد إشارة كلمة إكليسيا في مت 18:16، مت 17:18.

الإكليزيولوجيا “علم الكنيسة” يوضّح ماهية الكنيسة، جوهرها، تعريفها، تحديدها، نشأتها ونموها، رسالتها وشهادتها، مقوماتها ومكوناتها، علاقتها بالله والبشر.

أسماء الكنيسة ورموزها:

1- أسماء الكنيسة: لكنيسة المسيح أسماء كثيرة ورموز عديدة نقتصر على ذكر أشهرها تداولاً وأكثرها تعارفًا:

‌أ- بيت الله: وقد أخذ هذا الاسم من العهد القديم واستعمل أولاً في بيت إيل (تك 17:28-19) ثم استعمل للهيكل في أورشليم ثم لكل شعب الله الذين صاروا بيته بالعهد للدلالة على سكناه معهم (أف 22:2).

‌ب-رعية الله: بمعنى أن الكنيسة فيها شعب، لا يمكن أن تبنى كنيسة بدور شعب، فلابد أن يتوفر في الكنيسة الشعب (أع 28:20، 1بط 2:5-3).

‌ج- هيكل الله: أي جمهور المؤمنين لمكان اجتماعهم للعبادة. للدلالة على أن الله ساكنًا فيهم وسائرًا بينهم بروحه لا كما سكن قديمًا بعلامات منظورة في الخيمة التي زالت والهيكل الذي خرب (1كو 16:3-17، 2كو 16:6).

‌د- كنيسة الله: كنيسة الله من حيث الملكية، ملكية الله على المكان (1كو 32:10، غلا 13:1، 1تس 4:2، 1تيم 5:3).

‌ه- جسد المسيح: وذلك باعتبار أن المؤمنين جميعًا هم جسد المسيح وهو الرأس (1كو 27:12، أف 22:1-23، كو 24:1).

‌و- عروس المسيح: لأن المسيح عريسها فالكنيسة هي عروس المسيح. قال المعمدان “الذي له العروس فهو العريس أما صديق العريس فيفرح له” (مت5:25-6، 2كو 2:11، يو29:4).

2- رموز الكنيسة: 

استخدم الإنسان في كل الحضارات التي يعرفها التاريخ البشري رموزًا في جميع مستويات حياته، لا في حياته الدينية فحسب. ويعود ذلك إلى أنه كجسد مرتبط ارتباطًا كيانيًا بالعالم المادي. فالإنسان يستخدم ما هو مادي ويروحنه، ويمنحه معنىً رمزيًا ليتعدّى المعنى الطبيعي الصرف، ويحرره من القيود المادية ليوجهه نحو التعبير الرمزي الذي نطلق من المادة ويسمو بها.

أ‌- سفينة نوح: كانت سبب في نجاة نوح وأسرته وهذا فعل الكنيسة الآن إذ أن الكنيسة تنجي الناس من الهلاك كما حدث في سفينة نوح، التي كانت إعلان مسبق عن الكنيسة (تك 14:6، 1بط 20:3).

ب‌- المدينة المقدسة: الكنيسة التي فيها نحيا مع الله إلى الأبد (رؤ 2:21).

ت‌- أورشليم السمائية (العليا): السابق رمز للاحق (رؤ 2:23-4، 22-26).

ث‌- الشبكة الجامعة: الشبكة الجامعة لكل أنواع السمك (مت 27:13).

ج‌- الكرمة: تحمل العنقود والكنيسة تحمل المسيح عنقود الحياة (مز 8:80).

ح‌- الحقل: الحقل المخفي فيه الكنز (مت 44:13).

خ‌- ملكوت السموات: راجع الفصل الثالث عشر من إنجيل القديس متى. 

الكنيسة ومحتوياتها:

1- سمات مبنى الكنيسة:

أ‌- مبنى مستطيل يتجه نحو الشرق: كما جاء في الدسقولية الباب العاشر، والشرق يعني الحياة، الشمس تشرق فتدب الحياة في الأرض كلها (يو10:10) والشرق أيضًا يذكّرنا بمعاني مهمة: مثل الفردوس الأول (الجنة) كان في الشرق وميلاد السيد المسيح ارتبط بنجم المشرق، وصلب السيد المسيح كان على الجبل في شرق أورشليم.

ب‌- مبنى على أسماء قديسين: الله نفسه قال أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب وسمّى شريعته شريعة موسى بينما هو صاحب الشريعة، والمزامير سمّاها مزامير داود النبي، وحتى البشائر سُمّيت بأسماء كاتبها وأسفار الشريعة أيضًا هي صورة من صور إكرام القديسين كأمر إلهي أكرم الذين يكرمونني…

ت‌- البناء بإذن الرئاسة الدينية: لا يجوز أن تُبنى الكنيسة إلا بإذن الأسقف وإذا تجرّأ أحد وفعل غير ذلك فلا يجوز أن يقدّس فيها.

2- شكل المبنى

أ- هناك شكلان للكنيسة:

– الشكل البازيليكي (الفن الروماني) الجمالوني، وهو شكل السفينة.

– الشكل البيزنطي (القسطنطينية) وهي روما الشرقية أو روما الجديدة التي أسسها قسطنطين الملك على شكل صليب. كلاهما السفينة والصليب رمز النجاة من الهلاك.

ب- المنارة والجرس: الشكل البازيليكي له منارة واحدة مثل شراع المركب، الشكل البيزنطي له منارتان على الجانبان، والأجراس هي إعلان عن الصوت الذي يجمع.

ج- المعمودية: في الشمال الغربي وأمامها كان شيء اسمه “المغطس” كانوا يغطّسوا فيه ليلة عيد الغطاس على مال الأردن. والمعمودية في الشمال الغربي الغرب إشارة إلى الموت والشمال إشارة للهلاك.

د- حجرة الدياكونية: ناحية قبلي وهي حجرة الخدمة (شمع- دقيق- زيت- بخور)

ه- صحن الكنيسة: نظام الخوارس، خوارس جمع خورس وهي كلمة يونانية معناها “حاجز” ليفصل بين صف وآخر.

و- المنارة: أي الشمعدان الذي به سبع لمبات أي سبع أرواح الله. “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” يشير إلى العهدين القديم والجديد.

ز- القناديل: يكون أمام صورة كل قديس قنديل به زيت زيتون يشير لعمل الروح القدس وفتيلة تنير من الزيت دليل نور الإنسان الروحي يأتي نتيجة عمل الروح القدس في الإنسان.

ح- بيض النعام: يشير إلى عناية الله ويشير إلى القيامة.

ط- كرسي الأسقف: اسمه الكاتدرا: الكنيسة مكان كرسي الأسقف تسمى الكاتدرال.

ك- الهيكل: مكان قدس الأقداس، باب الهيكل الأوسط يسموه الباب الملوكي، “هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه”.

ل- المذبح: شكله مكعب (ترابيزا) ويصنع من الخشب إشارة للصليب، والرخام إشارة لصخر القبر المقدس.

محتويات الهيكل

3- أواني الخدمة:

أ- اللوح المقدس: له مكان على المائدة يوضع فيه. اللوح المقدس يجعل أي ترابيزا مذبحًا (المذبح المتنقل).

ب- الكرسي: هو إناء من خشب يكون على المائدة لتوضع الكأس فيه وقد اصطلحت الكنيسة على تسميته بهذا الاسم إشارة إلى الكرسي الجالس عليه الرب (أش 1:6، رؤ 2:4) لأن الكأس التي فه تحوي دم المسيح الجالس على كرسي مجده المسجود له من جميع القوات السمائية.

ج- الصينية والكأس: هما من لوازم الخدمة الإلهية، فيوضع في الصينية القربان وفي الكأس الخمر، اللذان يتحولان بعد التقديس بقوة الروح القدس إلى جسد الرب ودمه. ونرى في الإنجيل أن الرب هكذا تمّم العشاء السري في الصينية والكأس (مت26:26و27).

د- القبة: القبة توضع فوق الصينية ويمكن تغطيتها بلفافة بحيث لا تلامس الجسد المقدس الموضوع فيها منعًا للغبار. 

ه- المستير (الملعقة): أمّا المستير كلمة يونانية وتعني الملعقة باللغة العربية، فهي من لوازم الخدمة لمناولة المشتركين في جسد الرب ودمه الأقدسين.

و- ذخيرة (حُق) المناولة: ذخيرة المناولة هي وعاء من الفضة كالأواني السابقة يوضع فيه جزء من الجسد والدم الكريمين يحمله الكاهن إلى المرضى سواء في البيوت أو المستشفيات. 

ز- المجمرة: وعاء من الفضة معلق بسلاسل في آخرها خطاف وتستعمل للتبخير بها أثناء الخدمة الإلهية التي يجب أن تكون مصحوبة بالبخور مل11:1 .

4- ملابس الخدمة:

الملابس التي تُرتدى لها أساس كتابي من العهد القديم مع بعض الاختلافات باختلاف البلاد والشعوب (راجع ف 28 من سفر الخروج).

إن هذه الأوامر والوصايا التي تركها- الله تعالى- للمؤمنين من الإسرائيليين وغيرهم ومن هذه الوصايا ما هو خاصّ بالملابس الكهنوتية- التي لم تبطل بمجيء السيد المسيح ولا يوجد أمر صريح أو غير صريح في العهد الجديد منسوب للرب أو الرسل بإلغائها مما جعلها محترمة وواجبة الاستعمال.

أسماء الملابس:

1- التونية (القميص): معناها في الأصل اليوناني (استيخاره) أي “اخط” امش بترتيب، واشير إلى ثوب المسيح الذي ألقى اليهود عليه القرعة (مت35:27). ويشترك في لبسها جميع خدام المذبح على اختلاف درجاتهم.

2- البدرشيل: معناه في اللغة اليونانية “ما يُعلق في العنق” (للشمامسة) وهم يلبسونه على شكل صليب من الخلف دلالة على حملهم صليب الرب الذي تكرّس لخدمته (مت24:16) ومن الأمام على شكل حزام دلالة على ضبط النفس والاستعداد للخدمة.

3- الصدر: وهو شبيه بالصدرة التي كان يلبسها هارون قديمًا بأمر الله ويُلبس في العنق ويتدلّى إلى الأمام فقط إشارة إلى حمل نير المسيح الواجب أن يحملوه (مت30:11) وهو خاص بالكهنة ورؤسائهم.

4- المنطقة: تسمّى في الاصطلاح الكنسي (حياصة) وهي عبارة عن حزام من الحرير يلبسها رئيس الكهنة ليشد بها وسطه وقت الخدمة. وتذكّر لابسها بالآتي:

– بالحبل الذي شُد به يسوع وسيق إلى الصليب

– بما يفعله السيد لخدامه الأمناء يوم عُرسه الإلهي من وسائل الإكرام (لو37:12)

5- الأكمام: وهي خاصة بالكهنة ورؤسائهم وتشير إلى تكميل جسد الرب بذات يديه عندما بسط يديه على الصليب وأيضًا ربط يسوع مكتوف اليدين وقت الجلد (مر15: 1).

6- الشملة: وهي تشبه العمامة التي كان يلبسها رئيس الكهنة قديمًا. وهي قطعة من القماش مستطيلة مرسوم عليها صليبان على الرأس والظهر وقد تغيّر رسمها الآن وأصبحت على شكل مدور يُلبس في الرأس قريب من شكل التاج وتُسمّى طيلسانة. ولبسها على الرأس يذكّر بضرورة اليقظة الروحية والانتباه العقلي وقت الخدمة.

7- البرنس: هو رداء مدور واسع مفتوح من الأمام بلا أكمام وهو ضمن ملابس الخدمة التي أمر الله بها قديمًا لهرون خر28. يشير كما قال الآباء إلى عناية الله التي تحيط به وتستره من كل جهة ويُذكّر لابسه بالرداء القرمزي الذي ألبسه هيرودس للمسيح وقت الصليب (مر17:15).

8- التاج: خاص برئيس الأساقفة (البطريرك) ويصنع من الحرير أو الذهب مدور كالكأس من أسفل وعليه تنقش صورة المسيح مصلوبًا ويماثل العمامة التي كان يلبسها هرون. يُلبس وقت الخدمة فقط إشارة إلى إكليل الشوك الذي وُضع على رأس يسوع وقت الصلب (يو5:19). يُخلع وقت قراءة الإنجيل خضوعًا وإجلالاً للرب واحترامًا لإنجيله. يلبسه رئيس الأساقفة على مثال شركائه العلويين الذين يخدمون الله في الهيكل السماوي رآهم يوحنا وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب (رؤ4:4).