الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 22 ديسمبر/كانون الأول 2018
اليوم السادس من أَيَّام المجيء الكبرى (22 كانون الأوّل)
إنجيل القدّيس لوقا 56-46:1
في ذلك الزَّمان: قالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي
وَتَبتَهِجُ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي
لأَنَّه عَطَفَ عَلى أَمَتِه الوَضِيعة
سَوفَ تُهَنِّئُني جَميعُ الأَجيال
لِأَنَّ ٱلقَديرَ صَنَعَ إِلَيَّ أُمورًا عَظيمَة
قُدّوسٌ ٱسمُهُ
وَرَحمَتُهُ مِن جيل إِلى جيلٍ لِلَّذينَ يَتَّقونَهُ
كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِهِ
فَشَتَّتَ ٱلمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهِم
خَلَعَ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء.
أَشبَعَ ٱلجِياعَ مِنَ ٱلخَيرات
وَٱلأَغنِياءَ صَرَفَهُم فارِغين
نَصَرَ عَبدَهُ إِسرائيل
ذاكِرًا كَما قالَ لِآباءَنا
رَحمَتَه لإِبراهيمَ وَ ذُرَّيَّته لِلأَبد».
وأَقَامَت مَريمُ عِندَ أَليصاباتَ نَحوَ ثَلاثَةِ أَشهُر، ثُمَّ عادَت إِلى بَيتِها.
شرح لإنجيل اليوم :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
المقابلة العامّة بتاريخ 15/03/2006
«خَلَعَ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء»
إنّ نشيد مريم” تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي” هو نشيد تسبيح يكشف عن روحانيّة الوُضَعاء، أيّ أولئك المؤمنين الذين يعترفون بفقرهم، ليس فقط عبر التخلّي عن الممتلكات والسلطة، بل أيضًا من خلال التواضع القلب العميق، أيّ التجرّد من الغرور والانفتاح على حلول النعمة الإلهيّة المُخلِّصة. إنّ نشيد مريم هذا بكليّته تميّزه حالة التواضع والفقر الملموسَين.
إنّ جوهر هذه الصلاة هو الاحتفال بالنعمة الإلهيّة التي ظهرَتْ في قلب مريم وفي حياتها، والتي جعلَتها أمًّا للربّ…: التسبيح والشكر والفرح العظيم… غير أنّ هذه الشهادة الشخصيّة ليست معزولة أو فرديّة، لأنّ مريم العذراء أدركَتْ أنّ المهمّة التي أوكِلَت إليها هي للبشريّة جمعاء، وأنّ قصّتها الشخصيّة تدخل في إطار مسيرة الخلاص… ومن خلال تسبيحها للربّ، فتحَتْ مريم العذراء الطريق أمام كلّ الأشخاص التائبين الذين يجدون رحمة الله في الرّب يسوع المسيح المولود من مريم العذراء. وكأنّ جماعة المؤمنين تضمّ صوتها إلى صوت مريم، للاحتفالي بخيارات الله المدهشة…
إنّ موقف ربّ التاريخ واضح جدًّا: فهو يقف دائمًا إلى جانب مَن يُدعَون أخيرين. ومشروعه غالبًا ما يكون مخفيًّا خلف أعمال البشر الذين يرون الانتصار عند “المُتكبِّرين والأَقوِياءَ والأغنياء”. غير أنّ قوّة ربّ التاريخ لا بدّ أن تظهرَ في النهاية، لتُشيرَ إلى شعب الله المختار: إنّهم أولئك الذين يخافونَه، أولئك الأمناء على كلمته؛ “الوُضَعاء والجياع وعَبدَهُ إِسرائيل”، أي جماعة شعب الله الذين خُلِقوا على مثال مريم، أيّ الفقراء وأطهار القلوب.