الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 22 نوفمبر/تشرين الثانى 2018
الخميس الثالث والثلاثون من زمن السنة
تذكار القدّيسة سيسيليا، البتول الشهيدة
إنجيل القدّيس لوقا 44-41:19
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا ٱقَتَربَ يَسوعُ فَرَأَى ٱلمَدينَةَ بَكى عَلَيها.
وَقال: «لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضًا في هَذا ٱليَومِ طَريقَ ٱلسَّلام! وَلَكِنَّهُ حُجِبَ عَن عَينَيكِ.
فَسَوفَ تَأتيكِ أَيّامٌ يَلُفُّكِ أَعداؤُكِ بِٱلمَتاريس، وَيُحاصِرونَكِ وَيُضَيِّقونَ عَلَيكِ ٱلخِناقَ مِن كُلِّ جِهَة،
وَيُدَمِّرونَكِ وَأَبناءَكِ فيكِ، وَلا يَترُكونَ فيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لِأَنَّكِ لَم تعرِفي وَقتَ ٱفتِقادِ ٱللهِ لَكِ».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس رافاييل أرناييز بارون (1911 – 1938)، راهب ترابيست إسباني
كتابات روحيّة، 23 /02 /1938
«لو أنّك أنت أيضًا عرفت في ذاك اليوم من بإمكانه أن يهبك السلام»
أطلّيتُ من نافذتي، فرأيتُ الشمس تشارف على النهوض. كان سلام عظيم يخيّم على الطبيعة، وبدأ كلّ ما فيها يستيقظ، الأرض والسماء والعصافير. بدأ كلّ شيء يستفيق من سباته شيئًا فشيئًا بأمر من الله. وكان الكلّ يطيع قوانينه الإلهيّة بدون تشكّي أو تذمّر، بهدوء ووداعة، النور كما الظلمات، والسماء الزرقاء كما الأرض الصلبة المغطّاة بقطرات الندى عند الفجر. فقلت في نفسي: “كم أنّ الله طيّب!” السلام موجود في كلّ مكان ما خلا في قلب الإنسان.
وعلّمني الله أيضًا بهدوء وتأنٍّ من خلال هذا الفجر الهادئ والساكن، أن أطيع؛ فَسَادَ نفسي سلامٌ عظيم. وفكّرت في أنّ الله وحده طيّب وأنّ كلّ شيء يحدث بأمر منه، وأنّ لا شيء ممّا يفعله أو يقوله الإنسان له أهميّة، وأنّه يجب ألاّ يكون في العالم سوى الله. هو مَن يأمر أن يحدث كلّ شيء لما فيه خيري. الله الذي يأمر الشمس فتشرق كلّ يوم، والجليد فيذوب، والعصافير فتزقزق ويبدّل ألوان الغيوم من بين ألف لون هادئ. الله الذي يقدّم لي ركنًا صغيرًا على هذه الأرض أصلّي فيه، ركنًا يمكنني فيه انتظار ما تصبو إليه نفسي.
إنّ الله، الطيّب للغاية معي، في الصمت يهمس في قلبي ويعلّمني شيئًا فشيئًا، من خلال الدموع ربّما ودائمًا مع الصليب، أن أنفصل عن المخلوقات وألا أبحث عن الكمال إلاّ فيه، هو يريني القدّيسة مريم قائلاً لي: ها هي المخلوقة الوحيدة الكاملة، ففيها تجد محبّة ورأفة لن تلقاها عند الإنسان. مّمَ تشتكي، أيّها الأخ رافاييل؟ أحبِبْني، وتألّم معي، أنا الرّب يسوع!”