stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 29 يناير/كانون الثانى 2019

732views

الثلاثاء الثالث من زمن السنة

 

إنجيل القدّيس مرقس 35-31:3

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، جاءَت أُمُّ يَسوعَ وَإِخوَتُهُ، فَوَقَفوا في خارِجِ ٱلدّار، وَأَرسَلوا إِلَيهِ مَن يَدعوه.
وَكانَ ٱلجَمعُ جالِسًا حَولَهُ، فَقالوا لَهُ: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخوَتَكَ في خارِجِ ٱلدّارِ يَطلُبونَكَ».
فَأَجابَهُم: «مَن أُمّي وَإِخوَتي؟»
ثُمَّ أَجالَ طَرفَهُ في ٱلجالِسينَ حَولَهُ، وَقال: «هَؤُلاءِ هُم أُمّي وَإِخوَتي.
لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي».

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
في البتوليّة، الفصل الخامس

«لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، هُو أَخي وَأُختي وَأُمّي» (مت 12: 50)

على أولئك النساء اللواتي يكرّسن أنفسهنّ كليًّا للربّ ألاّ تأسفنَ إن لم تستطعنَ أن تصبحنَ أمّهات بحسب الجسد، كونهنّ حافظنَ على بتوليّتهنّ على مثال مريم… ذاك الّذي هو ثمرة عذراء واحدة قدّيسة هو مجد كلّ العذارى الباقيات وشرفهنّ، لأنّهنّ أمّهات المسيح إن عملنَ بمشيئة أبيه، على مثال مريم. تتجلّى عظمة مريم وفرحها كأمّ الرّب يسوع المسيح في كلمات الربّ التالية: “مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي”. لقد أشار بهذه الكلمات إلى القرابة الروحيّة الّتي تربطه بذاك الشعب الّذي افتداه. فإنّ إخوته وأخواته هم الرجال والنساء القدّيسون الشركاء معه في الميراث السماويّ (راجع رو 8: 17).

إنّ أمّه هي الكنيسة جمعاء، لأنّها بنعمة الله تلد أعضاء الرّب يسوع المسيح، أي هؤلاء الّذين هم أمناء له. أمّه هي أيضًا كلّ نفس مقدّسة تنفّذ مشيئة أبيها، والتي تظهر محبّتها الخصبة من خلال أولئك الذين تلدهم له “حتَّى يُصوَّرَ فيهمِ المسيح” (غل 4: 19)…

من بين كلّ النساء، مريم هي الوحيدة الأمّ والعذراء في الوقت نفسه، ليس فقط بحسب الرُّوح إنّما بحسب الجسد أيضًا. إنّها أمّ بحسب الرُّوح لأعضاء الرّب يسوع، أي أمّ لنا، لأنّها شاركت بواسطة محبّتها بولادة المؤمنين في الكنيسة، هؤلاء الّذين هم أعضاء مخلّصنا الإلهيّ، ورأسنا (راجع أف 4: 15-16)، التي هي أمّه بحسب الجسد. في الواقع، كان يجب أن يولد مُخلِّصنا بحسب الجسد من عذراء، لكي يعلّمنا أنّ أعضاءه يجب أن يولدوا بحسب الرُّوح من عذراء أخرى، وهي الكنيسة. إذًا، وحدها مريم هي أمّ وعذراء في الوقت عينه بحسب الجسد وبحسب الرُّوح. لكنّ الكنيسة جمعاء، في القدّيسين الّذين يجب أن يرثوا ملكوت الله، هي أيضًا بحسب الرُّوح أمّ الرّب يسوع المسيح وعذراءه.