stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 5 فبراير/شباط 2019

753views

الثلاثاء الرابع من زمن السنة

تذكار القدّيسة أغثا، البتول الشهيد

 

إنجيل القدّيس مرقس 43-21:5

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَجَعَ يَسوعُ في ٱلسَّفينَةِ إِلى ٱلشّاطِئِ ٱلمُقابِل، فَٱزدَحَمَ عَلَيهِ جَمعٌ كَثير، وَهُوَ عَلى شاطِئِ ٱلبَحر.
فَجاءَ أَحَدُ رُؤَساءِ ٱلمَجمَعِ ٱسمُهُ يائيرُس. فَلَمّا رَآهُ ٱرتَمى عَلى قَدَمَيه.
وَسَأَلَهُ مُلِحًّا، قائلًا: «إِبنَتي ٱلصَّغيرَةُ مُشرِفَةٌ عَلى ٱلمَوت. فَتَعالَ وَضَع يَدَيكَ عَلَيها لِتَبرَأَ وَتَحيا».
فَذَهَبَ مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمعٌ كَثيرٌ يَزحَمُهُ.
وَكانَت هُناكَ ٱمرَأَةٌ مَنزوفَةٌ مُنذُ ٱثنَتَي عَشَرَةَ سَنَة.
قَد عانَت كَثيرًا مِن أَطِبّاءَ كَثيرين، وَأَنفَقَت كُلَّ ما عِندَها فَلَم تَستَفِد شَيئًا، بَل صارَت مِن سَيِّئٍ إِلى أَسوَأ.
فَلمّا سَمِعَت بِأَخبارِ يَسوع، جاءَت بَينَ ٱلجَمعِ مِن خَلفُ وَلَمَسَت رِداءَهُ.
لِأَنَّها قالَت في نَفسِها: «إِن لَمَستُ وَلَو ثِيابَهُ بَرِئت».
فَجَفَّ مَسيلُ دَمِها لِوَقتِهِ، وَأَحَسَّت في جِسمِها أَنَّها بَرِئَت مِن عِلَّتِها.
وَشَعَرَ يَسوعُ لِوَقتِهِ بِٱلقُوَّةِ ٱلَّتي خَرَجَت مِنهُ، فَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمع، وَقال: «مَن لَمَسَ ثِيابي؟»
فَقالَ لَهُ تَلاميذُهُ: «تَرى ٱلجَمعَ يَزحَمُكَ، وَتَقول: مَن لَمَسَني؟»
فَأَجالَ طَرفَهُ لِيَرى ٱلَّتي فَعَلَت ذَلِك.
فَخافَتِ ٱلمَرأَةُ وَٱرتَجَفَت لِعِلمِها بِما حَدَثَ لَها، فَجاءَت وَٱرتَمَت عَلى قَدَمَيهِ وَٱعتَرَفَت بِٱلحَقيقَةِ كُلِّها.
فَقالَ لَها: «يا ٱبنَتي، إيمانُكِ أَبرَأَكِ. فَٱذهَبي بِسَلام، وَتَعافي مِن عِلَّتِكِ».
وَبَينَما هُوَ يَتَكَلَّم، وَصَلَ أُناسٌ مِن عِندِ رَئيسِ ٱلمَجمَع، يَقولون: «ماتَتِ ٱبنَتُكَ. فَلِمَ تُزعِجُ ٱلمُعَلِّم؟»
فَلَم يُبالِ يَسوعُ بِهَذا ٱلكَلام، بَل قالَ لِرَئيسِ ٱلمَجمَع: «لا تَخَف، آمِن فَحَسب».
وَلَم يَدَع أَحَدًا يَصحَبُهُ، إِلّا بُطرُسَ وَيَعقوبَ وَيوحَنّا أَخا يَعقوب.
وَلَمّا وَصَلوا إِلى دارِ رَئيسِ ٱلمَجمَع، شَهِدَ ضَجيجًا وَأُناسًا يَبكونَ وَيُعَوِّلون.
فَدَخَلَ، وَقالَ لَهُم: «لِماذا تَضِجّونَ وَتَبكون؟ لَم تَمُتِ ٱلصَّبِيَّة، وَإِنَّما هِيَ نائِمَة».
فَضَحِكوا مِنهُ. أَمّا هُوَ فَأَخرَجَهُم جَميعًا وَسارَ بِأَبي ٱلصَّبِيَّةِ وَأُمِّها وَٱلَّذينَ كانوا مَعَهُ، وَدَخَلَ إِلى حَيثُ كانَتِ ٱلصَّبِيَّة.
فَأَخَذَ بِيَدِ ٱلصَّبِيَّة، وَقالَ لَها: «طَليتا قوم!» أَي: يا صَبِيَّة أَقولُ لَكِ، قومي.
فَقامَتِ ٱلصَّبِيَّةُ لِوَقتِها، وَأَخَذَت تَمشي. وَكانَتِ ٱبنَةَ ٱثنَتَي عَشَرَةَ سَنَة، فَدَهِشوا أَشَدَّ ٱلدَّهَش.
فَأَوصاهُم مُشَدِّدًا أَلّا يَعلَمَ أَحَدٌ بِذَلِك، وَأَمَرَهُم أَن يُطعِموها.

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 – 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة 34

«لِماذا تَضِجّونَ وَتَبكون؟ لَم تَمُتِ ٱلصَّبِيَّة، وَإِنَّما هِيَ نائِمَة»

إنّ كلّ قراءة للإنجيل هي ذات فائدة عظيمة لنا سواء للحياة الحاضرة أو للحياة المستقبليّة. وبنوع خاصّ إنجيل اليوم، لأنّه يحتوي على كامل رجائنا ويزيل كلّ سبب لليأس… رافق رئيس المجمع الرّب يسوع المسيح إلى بيته، وفي نفس الوقت أعطى الفرصة لامرأة كانت تعاني من نزيف لتأتي إلى الرّب يسوع… كان الرّب يسوع يعرف المستقبل ولم يكن يجهل بأنّ هذه المرأة سوف تأتي لملاقاته. إنّها هي التي ستُفهِم رئيس اليهود أنّ الله لا يحتاج للتنقّل، وأنّه ليس من الضروريّ أن نُريه الطريق أو أن نلتمس حضوره الجسديّ. على العكس، يجب أن نؤمن بأنّ الله حاضر في كلّ مكان، وبأنّه حاضر بكلّ كيانه وإلى الأبد. وبأنّه يستطيع أن يفعل كلّ شيء دون عناء بإصداره أمرًا، وبأنّه يرسل قوّته دون أن ينقلها؛ وبأنّه يجعل الموت يهرب بأمرٍ دون تحريك يده. وبأنّه يعيد الحياة بقرار منه، دون اللجوء إلى الطبّ…

ما إن وصل الرّب يسوع المسيح إلى البيت ورأى أنّ الناس يبكون الفتاة على أنّها ميتة، حتّى أراد أن يعيد إلى الإيمان قلوبهم غير المؤمنة. وبما أنّهم كانوا يظنّون أنّه لا يمكن إقامة أحد من بين الأموات بسهولة أكبر من إيقاظ نائم من سباته، أعلن الرّب يسوع المسيح أنّ الفتاة نائمة وليست ميتة.

وحقًّا، فالموت بالنسبة إلى الله هو نوم. لأنّ الله يعيد الميت إلى الحياة في وقت أقلّ ممّا يوقظ أحدهم إنسانًا من نومه… إستمع لما يقوله الرسول بولس: “فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، يُقَامُ الأَمْوَاتُ” (1 كور 15: 52)… وعلاوةً على ذلك، كيف أمكنه أن يوجِز بكلماتٍ سرعةَ حدثٍ تتجاوز فيه القوّةُ الإلهيّة السرعةَ نفسها؟ كيف يمكن أن يتدخّل الزمن في عطيّة واقع أبديّ، غير خاضع للزمن؟