الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 6 فبراير/شباط 2019
الأربعاء الرابع من زمن السنة
تذكار القدّيس بولس مكي ورفقائه الـ 25، شهداء اليابان
إنجيل القدّيس مرقس 6-1:6
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، جاءَ يَسوعُ إِلى وَطَنِهِ يَتبَعُهُ تَلاميذَهُ.
وَلّما أَتى ٱلسَّبت، أَخَذَ يُعَلِّمُ في ٱلمَجمَع، فَدَهِشَ كَثيرٌ مِنَ ٱلَّذينَ سَمِعوه، وَقالوا: «مِن أَينَ لَهُ هَذا؟ وَما هَذِهِ ٱلحِكمَةُ ٱلَّتي أُعطِيَها، حَتّى إِنَّ ٱلمُعجِزاتِ ٱلمُبينَةَ تَجري عَن يَدَيه؟
أَما هُوَ ٱلنَّجّارُ ٱبنُ مَريَم، أَخو يَعقوبَ وَيوسى وَيَهوذا وَسِمعان؟ أَوَ لَيسَت أَخَواتُهُ عِندَنا هَهُنا؟» وَكانَ لَهُم حَجَرَ عَثرَة.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلّا في وَطَنِهِ وَأَقارِبِهِ وَبَيتِهِ».
وَلَم يَستَطِع أَن يُجرِيَ هُناكَ شَيئًا مِنَ ٱلمُعجِزات، سِوى أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيهِ عَلى بَعضِ ٱلمَرضى فَشَفاهُم.
وكانَ يَتَعَجَّبُ مِنْ إِيمانِهم. ثُمَّ سارَ في القُرى المُجاوِرَةِ يُعَلِّم.
شرح لإنجيل اليوم :
«أَما هُوَ ٱلنَّجّارُ ٱبنُ مَريَم؟»
إنّ العمل كان أحد تعابير الحبّ اليوميّة ع ضمن نطاق عائلة النّاصرة المقدّسة… إن الّذي دُعي “ابنَ النَّجَّار” (مت 13: 55) قد تعلّم العمل من أبيه بالتّبنّي. فإن كانت عائلة النّاصرة – في سياق مُخطَّط الخلاص والقداسة – مثالاً للعائلات البشريّة، يمكننا بالتّشابه، القول نفس الشّيء عن عمل الرّب يسوع جنبًا إلى جنبٍ مع القدّيس يوسف النّجار… إنّ العمل البشريّ، وبخاصّةٍ العمل اليدويّ، يأخذ منحىً خاصًا في الإنجيل. لقد دخل في سرّ التّجسد في نفس الوقت مع إنسانيّة ابن الله كما أنّ خلاصه قد تمّ بطريقة خاصة. إنّ القدّيس يوسف، بفضل مَشْغَلِهِ حيث كان يمارس عمله مع الرّب يسوع، قد جعل العمل البشريّ قريبًا من سر الخلاص. في الوقت الّذي كان فيه الرّب “يسوع يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس” (لو 2: 52)، كانت إحدى الفضائل تأخذ حيّزًا مهمًّا: النّموّ العمليّ، حيث إنّ العمل هو خيرٌ بشريّ يحوِّل الطّبيعة ويجعل الإنسان، بمعنى ما، أكثر إنسانيّة. إنّ أهمّية العمل البشري في حياة الإنسان تتطلّب أن نتعرّف ونستوعب عناصره من أجل مساعدة كلّ النّاس على التّقدّم نحو الله الخالق والمُخَلِّص بفضل العمل، ومن أجل مشاركتهم في مُخَطّطِ خلاص الإنسان والعالم، ومن أجل تعميق صداقتهم مع الرّب يسوع المسيح في حياتهم من خلال مشاركتهم بطريقةٍ حيّة –من خلال الإيمان – بمهمّته الثلاثية ككاهن ونبيّ وملك. بصورة مطلقة، إن الأمر يتعلق بتقديس الحياة اليوميّة، وعلى كل واحدٍ أن يجهد لتحقيق هذا التّقديس من خلال حالته الخاصّة.
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما