الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 12 ديسمبر/كانون الأول 2018
تذكار أبينا في القدّيسين سبيريدون الصانع العجائب أسقف تريميثوس في جزيرة قبرص
إنجيل القدّيس يوحنّا 16-9:10
قالَ ٱلرَّبُّ: «أَنا هُوَ ٱلباب. إِن دَخَلَ بي أَحَدٌ يَخلُصُ، وَيَدخُلُ وَيَخرُجُ وَيَجِدُ مَرعًى.
ٱلسّارِقُ لا يَأتي إِلاّ لِيَسرِقَ وَيَذبَحَ وَيُهلِك. أَمّا أَنا فَقَد أَتَيتُ لِتَكونَ لَهُمُ ٱلحَياةُ، وَتَكونَ لَهُم بِوَفرَة.
أَنا ٱلرّاعي ٱلصّالِح. أَلرّاعي ٱلصّالِحُ يَبذُلُ نَفسَهُ عَنِ ٱلخِراف.
أَمّا ٱلأَجيرُ ٱلَّذي لَيسَ بِراعٍ وَلَيسَتِ ٱلخِرافُ لَهُ، فَيَرى ٱلذِّئبَ مُقبِلاً، فَيَترُكُ ٱلخِرافَ وَيَهرُب. فَيَخطَفُ ٱلذِّئبُ ٱلخِرافَ وَيُبَدِّدُها.
وَإِنَّما يَهرُبُ ٱلأَجيرُ، لِأَنَّهُ أَجيرٌ وَلا يُهِمُّهُ أَمرُ ٱلخِراف.
أَنا ٱلرّاعي ٱلصّالِحُ، وَأَعرِفُ خِرافي، وَخِرافي تَعرِفُني،
كَما أَنَّ ٱلآبَ يَعرِفُني وَأَنا أَعرِفُ ٱلآبَ وَأَبذُلُ نَفسي عَنِ ٱلخِراف.
وَلي خِرافٌ أُخَرُ لَيسَت مِن هَذِهِ ٱلحَظيرَةِ. فَهَذِهِ أَيضًا يَنبَغي أَن آتي بِها وَسَتَسمَعُ صَوتي، وَتكونُ رَعِيَّةٌ واحِدَةٌ وَراعٍ واحِد».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس أنطونيوس البادوانيّ (نحو 1195 – 1231)، راهب فرنسيسيّ ومعلِّم الكنيسة
عظة للآحاد وأعياد القدّيسين
“الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف”
“أَنا الرَّاعي الصَّالِح”. يمكن للمسيح أن يقول وهو على حقّ: “أنا هو”. فبالنسبة إليه، لا شيء ماضٍ ولا شيء سيكون، بل كلّ شيءٍ كائنٌ، وهذا ما قاله في سفر الرّؤيا: “أَنا الأَلِفُ والياء: هذا ما يَقولُه الرَّبُّ الإِله، الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي، وهو القَدير (رؤ1: 8)، وفي سفر الخروج: “أَنا هو مَن هو. وقال: كَذا تَقولُ لِبَني إِسْرائيل: أَنا هو أرسَلَني إِلَيكم” (خر3: 14).
“أَنا الرَّاعي الصَّالِح”. تأتي كلمة “راعي” من كلمة “رعى” أي “غذّى”. إنّ المسيح يغذّينا بجسده ودمه كلّ يوم في سرّ القربان. في العهد القديم، قال يسّى (والد داود) للنبي صموئيل: “قد بَقِيَ الصَّغير، وهو يَرْعى الغَنَم” (1صم١٦: ١١). إنّ داود الذي نتكلّم عنه هنا هو الربّ يسوع وهو متواضع منذ صِغره ويرعى حملانه أيضًا مثل راعٍ صالحٍ…
ونقرأ أيضًا في أشعيا: “يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيداً” (أش٤٠: ١١). إنّ الراعي الصالح حين يقود قطيعه إلى المرعى أو حين يعيدها، فهو يجمع كلّ الحملان التي لا تستطيع أن تمشي بعد، فيحملها بين ذراعيه ويحملها في حضنه، كما يحمل النعاج التي ستضع أو التي وضعت مؤخّرًا. هذا ما يفعله يسوع المسيح؛ فهو يغذّينا من تعاليم الإنجيل وأسرار الكنيسة ويجمعنا بين ذراعيه اللّتين مدّهما على الصليب “لِيَجمَعَ أيضاً شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين” (يو١١: ٥٢). لقد ضمّنا إلى حضن رحمته كما تضمّ الأم ولدها.