الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 24 تشرين الأول/أكتوبر 2018
الأربعاء الثالث والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل السادس بعد الصليب)
تذكار القدّيس العظيم في الشهداء الحارث والذين معه
إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «إِسأَلوا فَتُعطَوا، أُطلُبوا فَتَجِدوا، إِقرَعوا فَيُفتَحَ لَكُم.
فَإِنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يُعطى، وَمَن يَطلُبُ يَجِد، وَمَن يَقرَعُ يُفتَحُ لَهُ.
أَيُّ أَبٍ مِنكُم يَسأَلُهُ ٱبنَهُ خُبزًا، فَيُعطيهِ حَجَرًا؟ أَو سَمَكَةً، فَيُعطيهِ حَيَّةً بَدَلَ ٱلسَّمَكَة؟
أَو إِذا سَأَلَ بَيضَةً، يُعطيهِ عَقرَبًا؟
فَإِذا كُنتُم أَنتُمُ ٱلأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تَمنَحوا ٱلعَطايا ٱلصّالِحَةَ لِأَبنائِكُم، فَكَم بِٱلحَرِيِّ ٱلآبُ ٱلَّذي مِنَ ٱلسَّماءِ، يُعطي ٱلرّوحَ ٱلقُدُسَ لِلَّذينَ يَسأَلونَهُ؟».
شرح لإنجيل اليوم :
القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
الرسالة العامّة: “الغني بالمراحم” (Dives in misericordia)، العدد 15
«فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ»
بقدر ما يفقد الضمير الإنساني، تحت تأثير العلمنة، معنى كلمة “الرحمة”، بقدر ما يبتعد عن الله وينأى بالتالي عن سرّ الرحمة، فإنّ للكنيسة بالقدر عينه، الحقّ والواجب في التوجّه إلى رحمة الله “بصراخ شديد” (مت 15: 23؛ عب5: 7). وهذا هو الصراخ الشديد الذي يجب أن تتميّز به كنيسة عصرنا…
غالبًا ما يتساءل إنسان اليوم في قلق عظيم: كيف السبيل إلى حلّ النزعات الرهيبة التي تراكمت في العالم وتعقّدت بين الناس. وإذا كان لا يجرؤ على التلفّظ بكلمة “رحمة”، أو إنّه لا يجد في ضميره الفارغ من الشعور الديني، لفظة بالمعنى عينه، فعلى الكنيسة، بالأحرى، أن تذيع هذه اللفظة لا باسمها وحسب، بل باسم جميع أناس عصرنا. ويجب أن يتحوّل كلّ ما قيل عن الرحمة، صلاة حارّة: أن يتحوّل صراخًا يسأل الرحمة، وفقًا لحاجة الناس في عالم اليوم.
وليكن هذا الصراخ مثقلاً بالحقيقة الشاملة عن الرحمة التي عبّرت عنها بإسهاب الكتب المقدّسة، والتقليد، وحياة الإيمان الحقيقيّة لدى العديد من أجيال شعب الله. ولنبتهل بهذا الصراخ، على مثال الأنبياء، إلى الله الذي لا يمكنه أن يمقت شيئًا من خلقه، إلى الله عينه الأمين لذاته ولأبوّته ولمحبّته.