الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 27 تشرين الأول/أكتوبر 2018
السبت الثالث والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل السادس بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد نسطر
إنجيل القدّيس لوقا 21-16:8
قالَ ٱلرَّبّ: «لَيسَ أَحَدٌ يوقِدُ سِراجًا فَيُغَطّيهِ بِإِناءٍ أَو يَضَعُهُ تَحتَ سَريرٍ، بَل يَضَعُهُ عَلى مَنارَةٍ لِيَرى ٱلدّاخِلونَ ٱلنّور.
فَإِنَّهُ لَيسَ خَفِيٌّ إِلاّ سَيُظهَرُ، وَلا مَكتومٌ إِلاّ سَيُعلَمُ وَيُشهَر.
فَتَبَصَّروا كَيفَ تَسمَعونَ، لِأَنَّ مَن لَهُ يُعطى، وَمَن لَيسَ لَهُ فَٱلَّذي يَظُنُّهُ لَهُ يُنـزَعُ مِنهُ».
وَأَقبَلَت إِلَيهِ أُمُّهُ وَإِخوَتُهُ، فَلَم يَقدِروا عَلى ٱلوَصولِ إِلَيهِ بِسَبَبِ ٱلجَمع.
فَأُخبِرَ وَقيلَ لَهُ: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخوَتَكَ واقِفونَ خارِجًا، يُريدونَ أَن يَرَوكَ».
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «إِنَّ أُمّي وَإِخوَتي هُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَعمَلونَ بِها».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير (1902 – 1975)، كاهن ومؤسّس
عظة حول الصّداقة مع الله
«ما مِن أَحَدٍ يوقِدُ سِراجًا وَيَحجُبُهُ بِوِعاء، أَو يَضَعُهُ تَحتَ سَرير، بَل يَضَعُهُ عَلى مَنارَةٍ لِيَستَضيءَ بِهِ ٱلدّاخِلون»
إنّ الرّب يسوع المسيح، كما كتب أحد آباء الكنيسة (القديس يوحنّا الذهبي الفم)، أوصانا في هذا العالم أن نكون كالسراج…؛ لكي نعيش كالخمير…؛ ولكي نكون بذرة؛ ولكي نحمل ثمارًا. إن كان لحياتنا هذا الإشراق، فلن نحتاج لأن نفتح أفواهنا للكلام. فالكلمات تكون فائضة إن كنّا قادرين على إظهار أعمالنا. لن يبقى وثني واحد إن كنّا مسيحيّين حقيقيّين.
علينا تجنّب الخطأ الذي يعتبر أنّ التلمذة تقتصر على الشهادة ببعض الممارسات التقويّة. فنحن، أنا وأنت، مسيحيّون، وفي الوقت ذاته وبدون توقّف، نحن مواطنون وعاملون، ولدينا واجبات محدّدة، علينا إنجازها بطريقة مثاليّة إن كنّا نريد أن نتقدّس إلى الأبد. فالرّب يسوع المسيح هو الذي يشجّعنا: “أَنتُم نورُ العالَم. لا تَخْفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَل، ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت. هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس، لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالحة، فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّمَوات” (مت 5: 14-16)
إنّ العمل المهني، مهما كان نوعه، يصبح سراجًا يضيء لزملائكم وأصدقائكم. لذلك، غالبًا ما أردّد…: لا يهمّني إن قالوا عن ذلك إنّه ابن صالح، ومسيحي صالح، إن كان إسكافيًّا ضعيفًا! إن كان لا يجهد ليتعلّم جيّدًا مهنته، وليمارسها بعناية، فلا يمكنه تقديسها أو تقديمها للربّ. فتقديس عملنا اليومي هو، إذا صحّ التعبير، مفصل لروحانيّة حقيقيّة لنا جميعًا، الغارقين في حقائق زمنيّة، والمصمّمين على ثباتنا في الله.