الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 3 يناير/كانون الثانى 2019
الخميس الثالث والثلاثون بعد العنصرة (يُطلب فِيهِ ليوم الثلاثاء رسالة 23 بعد العنصرة وإنجيل 6 بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد غورديوس
تذكار القدّيس النبيّ ملاخي
إنجيل القدّيس لوقا 10-1:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ يَسوعُ يُصَلّي في بَعضِ ٱلمَواضِع. فَلَمّا فَرَغَ، قالَ لَهُ واحِدٌ مِن تَلاميذِهِ: «يا رَبُّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحَنّا تَلاميذَهُ».
فَقالَ لَهُم: «إِذا صَلَّيتُم، فَقولوا: أَبانا ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسمُكَ، لِيَأتِ مَلَكوتُكَ، لِتَكُن مَشيئَتُكَ كَما في ٱلسَّماءِ كَذَلِكَ عَلى ٱلأَرض.
خُبزَنا كَفافَنا أَعطِنا كُلَّ يَومٍ،
وَٱغفِر لَنا خَطايانا، فَإِنّا نَحنُ أَيضًا نَغفِرُ لِكُلِّ مَن أَساءَ إِلَينا، وَلا تُدخِلنا في تَجرِبَةٍ لَكِن نَجِّنا مِنَ ٱلشِّرّير».
ثُمَّ قالَ لَهُم: «مَن مِنكُم يَكونُ لَهُ صَديقٌ، فَيَمضي إِلَيهِ في نِصفِ ٱللَّيلِ وَيَقولُ لَهُ: يا صَديقُ، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَةٍ،
لِأَنَّ صَديقًا لي قَدِمَ عَلَيَّ مِن سَفَرٍ، وَلَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَهُ.
فَيُجيبُ ذَلِكَ مِن داخِلٍ قائِلاً: لا تُعَنِّني! فَإِنَّ ٱلبابَ قَد أُغلِقَ وَأَولادي مَعي في ٱلفِراش. فَلا أَستَطيعُ أَن أَقومَ وَأُعطِيَكَ.
أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ إِن لَم يَقُم وَيُعطِهِ لِكَونِهِ صَديقَهُ، فَإِنَّهُ يَقومُ لِلَجاجَتِهِ وَيُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه.
وَأَنا أَقولُ لَكُم: إِسأَلوا فَتُعطَوا، أُطلُبوا فَتَجِدوا، إِقرَعوا فَيُفتَحَ لَكُم.
فَإِنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يُعطى، وَمَن يَطلُبُ يَجِد، وَمَن يَقرَعُ يُفتَحُ لَهُ.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس بونافَنتورا (1221 – 1274)، راهب فرنسيسيّ ومعلّم في الكنيسة
شرح لإنجيل القدّيس لوقا
«يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة»
“مَن مِنكُم يَكونُ لَهُ صَديقٌ فَيَمضي إِلَيهِ عِندَ نِصفِ ٱللَّيل، وَيَقولُ لَهُ: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة. فَقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، وَلَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَهُ”. حسب الإدراك الرُّوحيّ، فإنّ هذا الصديق يرمز إلى الرّب يسوع المسيح. “لا أَدعوكم عَبيدًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي”(يو 15: 15). يجب أن نذهب الى هذا الصديق ليلًا، أي في صمت ليلي، كما فعل نيقوديموس الّذي “جاءَ إِلى يَسوعَ ليلاً”(يو 3: 2). أولًا لأنّه في الصمت اللّيلي السرّي، علينا أن نقرع [باب الرّب] بواسطة الصلاة، كما قال إشعيا: “نَفسي ٱشتاقَتكَ في ٱللَّيلِ”(إش 26: 9). حيث أنّه في الليل، أي في وقت الشدّة على حسب ما قال هوشع، “إِنَّهم في ضيقِهم يَبتَكِرونَ إِلَيَّ”(هو 5: 15). في الواقع، إنّ الصديق الآتي من السفر، هو ذهنُنا الذي يعود إلينا بعدد المرّات التي إبتعد فيها عنّا من خلال الخيرات الزمنيّة. تبعد اللذّة هذا الصديق لكن الشدّة تعيدُه، كما نقرأ لاحقًا في إنجيل القدّيس لوقا بصَدد الإبن الضالّ الذي إبتعَد بسبب الفِسق وعاد بسبب الشقاء(راجع لو 15: 11- 32). إنّ الذي يعود يفرَغ الى نفسِه، لكنّه يجد نفسَه خالٍ من فرح تعزية مصدرها الغذاء الرّوحي.
لهذا الصديق الجائع، يتوجب علينا، إذًا أن نسأل الصديق الحقيقي ثلاثة أرغفة أي إدراك الثالوث الأقدس وذلك بذكر أسماء الأقانيم الثلاثة لكي يجد هذا الصديق غذائه في معرفة الإله الواحد، أم أنّ هذه الأرغفة الثلاث هي الايمان والرجاء والمحبة، بها نكتشف فضيلة ثلاثية في النَفس (البشرِّية). بهذا الخصوص، نقرأ في سفر صموئيل الأول: “وإذا تَقَدَّمتَ أَيضًا ووَصَلتَ إِلى بَلُّوطَةِ تابور، يُصادِفُكَ هُناكَ ثَلاثَةُ رِجالٍ صاعِدينَ إِلى الله، إِلى بَيتَ إِيل، ومع أَحَدِهم ثَلاثَةُ جِداء، وِمع الآخَرِ ثَلاثَةُ أَرغِفَةٍ مِنَ الخُبْز، ومع الآخرِ زِقُّ خَمْر”، لكي تُفهم في هذا النص وحدة النعمة وثالوثيّة الفضائل التي من خلالها تتكوّن في النفس صورة الله.