الاكليل والحاسب الآلي – الأب وليم سيدهم
دى كورونا كلمة لاتينية معناها “إكليل الغار” الذي كان يحمله الجندي الروماني في إحتفالية خاصة بتفوقه في فنون الحرب. إذن إكليل الغار الروماني يغرينا بأن نسميه “اكليل العار” الفرق بين الأسمين نقطة ترفع من على حرف الغين.
واذا كان لابد من الحديث عن الأكاليل فإننا اليوم نعاني من نوبة من الفشل الذريع على مستوى العالم اليوم ليستحق أن نمنحه “اكليل العار” لأنه عار عليه أن ظل يدعي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي أنه آخر كلمة في التاريخ وأن الرأسمالية أثبتت أنها النظام الوحيد في الكون المعترف به …الخ.
إن فيروس كورونا لم يكن على البال ولا على الخاطر غلى أن داهمنا في أواخر 2019 في الصين، وقتها استهون الغربيون بهذا الفيروس وظنوا أنهم في مأمن من أن يصلهم مثل هذا الفيروس الصيني. فإستكبروا وتجبروا وظلوا يمارسون حياتهم وكأن شيئًا لم يحدث.
هذا الاستهتار وهذه العنجهية ليست وليدة اليوم بل هي ساكنة فيهم منذ طردوا الاله من سكنه وسطهم، واذا كانت العقلانية مطلوبة في بلادنا بسبب تسيد العواطف الجياشة وغياب التفكير العلمي وغياب العقل أحيانًا كثيرة فإننا حينما نطالب بالعقلانية في بلادنا فهدفنا ايجاد التوازن في حياتنا بين العقل والوجدان أو العاطفة.
إن النموذج الغربي المبني على عقلانية ميكانيكية تنقصها العاطفة الوجدان لا يفيدنا في شيء. ورغم أن زعماء العالم الثالث يلهثون وراء التكنولوجية الرقمية وتنصيب الحاسوب الآلي إلها يحل لنا كل مشاكلنا فإننا نجهل “العار” الذي …. على الغرب مثل هذا “الحاسوب” الغشيم الذي ……ولا يفرح ولا يحزن إنما هو “صنم” حديث أصم.
يتحدثون عن مدى أهمية ما يسمى الآن “بالذكاء الصناعي” هذا الذكاء الصناعي “فخ ” لا يقل خطر على الفخ الذي نضعه بقطعة جبنة لنصطاد الفئران الضالة في منازلنا.
وإذا اعترفنا بأن لجميع الأشياء في العالم وجهان: وجه ايجابي، ووجه سلبي فإننا لابد من أن نسلط الأضواء على الجوانب السلبية للحاسوب الآلي وهنا نرجع لواقعنا الحديث فمنذ أن استخدم الطلبة في المدارس الحاسوب توقفت مهاراتهم العقلية عن حساب أبسط المسائل الحسابية التي نحتاجها في حياتنا اليومية.
كذلك رغم النجاحات المبهرة لتكنولوجيا الحاسوب الالي والتوجيه عن بُعد فإن حياة المجتمع الغربي تآكلت من الناحية الإنسانية والمثل الذي يُعطي في باريس مثلًا هو برمجة مترو الأنفاق التي تلتزم بحساب الزمن، زمن تقاطر القطارات إلى المحطة، أثرت على الحياة اليومية للباريسين وكل المدن الكبرى عليهم أن يبرمجوا أنفسهم حسب برنامج المترو حتى يستطيع الذهاب إلى عمله اليومي لدرجة أن الباريسيين يصفون برنامجهم اليومي في ثلاث كلمات “مترو – دودو – بولو” بمعنى المترو – النوم – الشغل
يا للعار ياللعار لقد فقدنا اكليل الغار.