البابا فرنسيس: العالم الذي تُهمّش فيه النساء هو عالم عقيم!
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر هذا الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: يقدم لنا إنجيل اليوم حدث طرد الباعة من الهيكل بحسب القديس يوحنا. َصَنَعَ يسوع “مِجلَدًا مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعًا مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر”. ولّد تصرّف يسوع هذا انطباعًا قويًّا في الناس والتلاميذ، وظهر بوضوح كعلامة نبويّة، مما جعل بعض الحاضرين يسألونه: “أَيَّ آيةٍ تُرينا حتَّى تَفْعَلَ هذا؟” – أي علامة إلهيّة تؤكّد أن يسوع هو مرسل من الله. فأجاب يسوع: “اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!” فقالَ اليَهود: “بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أوَأَنتَ تُقيمُه في ثَلاَثةِ أيَّام؟” لم يفهموا أن الرب كان يَعني هَيكَلَ جَسَدِه الحي، الذي سيدمّره موت الصليب ليقوم في اليوم الثالث. فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأَموات – يكتب الإنجيلي – تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذلك، فآمنوا بِالكِتابِ والكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع.
تابع الأب الأقدس يقول في الواقع، يمكن فهم تصرف يسوع ورسالته النبويّة بملئها في ضوء فصحه. نجد هنا، بحسب يوحنا، أول إعلان لموت المسيح وقيامته: جسده المُدمّر على الصليب بسبب عنف الخطيئة سيصبح بالقيامة مكان اللقاء بين الله والبشر. لذلك فإن بشريّته هي الهيكل الحقيقيّ، حيث يُظهر الله نفسه يتكلم ويسمح لنا بلقائه؛ والعباد الحقيقيّين لله ليسوا الذين يحافظون على الهيكل الماديّ ، بل الذين يعبدون الله “بالروح والحق” (يو 4، 23).
أضاف البابا يقول نحن نستعد في زمن الصوم هذا للاحتفال بعيد الفصح، عندما سنجدّد مواعيد عمادنا. لنسر في العالم كيسوع ونجعل من حياتنا علامة لمحبّته لإخوتنا لاسيما الأشد ضعفًا وفقرًا فنبني لله هيكلاً في حياتنا، وهكذا “نسهّل لقاءه” بالعديد من الأشخاص الذين نلتقيهم في مسيرتنا. إن كل إفخارستيا نحتفل بها بإيمان تجعلنا ننمو كهيكل حيٍّ للرب، بفضل الشركة مع جسده المصلوب والقائم من الموت. يسوع يعرف ما يوجد في داخل كلِّ فردٍ منا ويعرف أيضًا رغبتنا الأعمق: وهي أن يسكننا وحده. لترافقنا العذراء مريم الكليّة القداسة، مسكن ابن الله المميّز، ولتعضدنا في مسيرة الصوم لنكتشف مجدّدًا جمال اللقاء بالمسيح الذي يحرّرنا ويخلّصنا.
وبعد صلاة التبشير الملائكي حيا الأب الأقدس المؤمنين والجموع وقال اليوم الثامن من آذار أحيي جميع النساء! جميع النساء اللواتي تحاولن يوميًّا بناء مجتمع أكثر إنسانيًّا وقبولاً. إنه شكر أخويّ أيضًا للواتي وبألف شكل تشهدن للإنجيل وتعملن في الكنيسة. إنها مناسبة لنا لنؤكّد مجدّدًا على أهميّة النساء وضرورة حضورهن في الحياة. العالم الذي تُهمّش فيه النساء هو عالم عقيم لأن النساء لا تحملن الحياة فقط بل تنقلن أيضًا القدرة على الرؤية أبعد، هنَّ تنقلن لنا القدرة على فهم العالم بعيون مختلفة والشعور بالأمور بقلب أكثر إبداعًا، صبرًا وحنانًا. لنرفع صلاة وبركة خاصة لجميع النساء الحاضرات هنا في هذه الساحة ولجميع النساء!
الفاتيكان