البابا فرنسيس : حماية الحياة تأتي قبل الفوائد الاقتصادية
نقلا عن الفاتيكان نيوز
22 أبريل 2021
كتب : فتحي ميلاد – المكتي الاعلامي الكاثوليكي بمصر .
في رسالته للمشاركين في قمّة دول أمريكا الجنوبيّة السابعة والعشرين يسلط البابا فرنسيس الضوء على حالات الطوارئ الناجمة عن فيروس كورونا ويتذكر الضحايا وملايين المصابين، ويقول نتابع بقلق عواقب الوباء على الشباب.
في رسالته للمشاركين في قمّة دول أمريكا الجنوبيّة السابعة والعشرين التي وجّهها إلى الأمينة العامة السيدة ريبيكا جرينسبان مايوفيس، يستعيد البابا فرنسيس جميع حالات الطوارئ التي حدثت بشكل خاص في منطقة أمريكا اللاتينية. تضم القمة اثنتين وعشرين دولة بالإضافة إلى تسعة مراقبين. ويذكر الحبر الأعظم الجميع بالسياق الصعب لاسيما بسبب التبعات الرهيبة لوباء فيروس الكورونا في جميع مجالات الحياة اليومية. ومن هنا جاءت دعوة البابا فرنسيس، لكي يلتزم المجتمع الدولي بأسره، إذ يتّحد بروح المسؤولية والأخوَّة، في مواجهة التحديات العديدة الجارية، وتلك القادمة.
كذلك يذكّر الأب الأقدس بملايين الضحايا والمرضى، ويكتب إنَّ الوباء لم يميِّز بين الاشخاص وأثَّر على أشخاص من جميع الثقافات والديانات والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ويعبّر البابا في هذا السياق عن تفهمه لعائلات الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض ويقول نعرف جميعًا وقد عانينا من فقدان أحد أحبائنا الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا، أو عانوا من آثار العدوى. ندرك جميعًا مدى صعوبة عدم تمكن العائلات من الوقوف بجانب أصدقائهم أو أقاربهم لتقديم القرب والعزاء لهم في هذه اللحظات.
لقد رأينا جميعًا تأثير هذا الوضع المأساوي على العديد من الأطفال والشباب، ونحن نتابع بقلق العواقب التي قد تترتب على مستقبلهم.
هذا ويوجّه الحبر الأعظم فكرًا خاصًّا للأطباء والممرضين والعاملين الصحيين والكهنة المرشدين والمتطوعين من أجل العمل الشاق الذي، وبالإضافة إلى علاج المرضى، يعرض حياتهم للخطر. لقد كان ينقصهم حضور أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء. ويشيد البابا فرنسيس في هذا السياق بالجهود التي تمَّ بذلها في البحث عن لقاح فعال لوباء فيروس الكورونا في مثل هذه الفترة الزمنيّة القصيرة وأكّد أنَّه يجب اعتبار التلقيح خيرًا عامًا عالميًّا. ويأمل البابا في خلق المزيد من أشكال التضامن الجديدة في هذا المجال، ولاسيما المبادرات التي تسعى إلى خلق أشكال جديدة من التضامن التي تهدف إلى ضمان التوزيع العادل للقاحات، ليس على أساس معايير اقتصادية بحتة، وإنما بالأخذ بعين الاعتبار لاحتياجات الجميع، ولا سيما الأكثر ضعفًا وعوزًا.
ويضيف الأب الأقدس أن الأزمة الحالية هي فرصة مواتية لإعادة النظر في العلاقة بين الشخص والاقتصاد، وللمساعدة في التغلب على دائرة الموت التي تعيش في كل مكان وفي كل زمان. ولهذا السبب يشدد البابا فرنسيس علينا أن نوحِّد الجهود لخلق أفق جديد من التوقعات يكون الهدف الرئيسي فيه ليس المنفعة الاقتصادية، وإنما حماية الحياة البشرية. بهذا المعنى، من الضروري التفكير في نموذج للتعافي قادر على توليد حلول جديدة وأكثر إدماجًا واستدامة، تهدف إلى الخير العام العالمي، وتحقِّق وعد الله لجميع البشر.
بعدها ينظر الحبر الأعظم في ظروف البلدان الأكثر ضعفاً، ويكتب: يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار بشكل خاص الحاجة إلى إصلاح هيكليّة الديون الدولية، كجزء لا يتجزأ من استجابتنا المشتركة للوباء، لأن إعادة التفاوض بشأن عبء ديون البلدان الأكثر عوزًا هي بادرة من شأنها أن تساعد الشعوب على التطور والحصول على اللقاحات والصحة والتعليم والعمل. وبالتالي على هذه البادرة أن تترافق بتنفيذ سياسات اقتصادية ثابتة وإدارة جيدة تصل إلى الأشخاص الأكثر فقرًا.
في الختام يحث البابا جميع الدول على إظهار قدر أكبر من التضامن من خلال المبادرات التي تشجع التنمية الاقتصادية والإنتاجية، لكي يتمكن الجميع من الخروج من الوضع الحالي بأفضل فرص للتعافي. ويختتم الأب الأقدس رسالته بنصيحة قوية للقادة السياسيين: لن يكون أي من هذا ممكنًا بدون إرادة سياسية حديدية لديها الشجاعة لتغيير الأمور، ولاسيما الأولويات، لكي لا يكون الفقراء هم الذين يدفعون الثمن الأعلى لهذه المآسي التي تؤثر على عائلتنا البشرية.