stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

البابا فرنسيس: حيث يكون يسوع لا مكان لروح العالم والفساد

657views

OSSROM88024_Articolo

“لا ينبغي على الكنيسة أن تتعلق بالمال والسلطة ولا أن تبحث عن مصالحها، وإنما يجب أن يكون فرحها وقوتها في كلمة يسوع” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر المكابيين والذي يخبرنا عن فرح الشعب بتدشين الهيكل الذي دنسه الوثنيين وقال إن شعب الله يفرح ويُعيّد لأنه استعاد هويّته. العيد هو أمر لا يمكن لروح العالم أن يعيشه، لأن روح العالم يحمل فقط على التسلية والفوضى، لكن الفرح الحقيقي يأتي من الأمانة للعهد. أما في الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم فنجد يسوع يطرد الباعة من الهيكل ويقول: “مَكتوبٌ: سَيَكونُ بَيتي بَيتَ صَلاة، وَأَنتُم جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص!”. تمامًا كما حصل في زمن المكابيين إذ أن روح العالم كان قد أخذ مكان عبادة الله الحي، لكنه الآن يتمُّ بشكل آخر. كان رؤساء الهيكل ورؤساء الكهنة والكتبة – يقول لنا الإنجيل – قد غيّروا الأمور قليلاً. فقد دخلوا في عمليّة انحطاط وفساد ودنسوا الهيكل. فالهيكل هو أيقونة الكنيسة. والكنيسة ستتعرّض على الدوام لتجربة سيطرة روح العالم وتجربة السلطة التي ليست السلطة التي يريدها يسوع لها! يسوع لا يقول: “هذه الأمور لا يمكنكم أن تقوموا بها هنا، افعلوها خارجًا” بل يقول: “َأَنتُم جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص”، وعندما تدخل الكنيسة في عملية الانحطاط والفساد هذه تصبح نهايتها وخيمة.

إنه خطر الفساد، تابع البابا فرنسيس يقول، نجد في الكنيسة على الدوام تجربة الفساد وذلك عندما وبدلاً من أن تتعلّق بالأمانة للرب يسوع، رب السلام والفرح والخلاص، تتعلق بالمال والسلطة. هذا ما يحصل في إنجيل اليوم. فرؤساء الكهنة والكتبة كانوا قد تعلّقوا بالمال والسلطة ونسوا الروح، ولكي يبرّروا ما يقومون به ويظهرون أبرارًا صالحين بدَّلوا روح حرية الرب بالقساوة. ويسوع في الفصل الثالث والعشرين من إنجيل متى يتحدث عن هذه القساوة. إنهم أشخاص قد فقدوا معنى الله والقدرة على الفرح ورفع التسبيح: فقدوا قدرتهم على تسبيح الله لأنهم كانوا متعلقين بالمال والسلطة.

أضاف الحبر الأعظم يقول يسوع لم يطرد من الهيكل الكهنة والكتبة إنما الباعة الذين كانت تربطهم مصالح شخصية برؤساء الكهنة والكتبة، لقد كانوا يربحون منهم، وكانوا متعلقين بالمال ومصالحهم الشخصية هذه. ونقرأ في الإنجيل قولاً قويًّا: ” وَكانَ ٱلأَحبارُ وَٱلكَتَبَةُ يُريدونَ أَن يُهلِكوا يسوع، وَكَذَلِكَ أَعيانُ ٱلشَّعب” تمامًا كما حدث في أيام يهوذا المكابيّ ولماذا؟ لهذا السبب أيضًا: “لأن كل الشعب كان يتبع أقواله”. إن قوة يسوع تكمن في كلمته وشهادته وحبّه، وحيث يكون يسوع لا مكان لروح العالم والفساد. وهذا هو جهاد كل فرد منا والجهاد اليوميّ للكنيسة: مع يسوع على الدوام لنصغي إلى كلمته ولا نبحث عن ضمانة حيث هناك رب آخر. ويسوع قد قال لنا لا تستطيعون أن تخدموا ربين إما الله أو المال.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول سيساعدنا اليوم أن نصلي من أجل الكنيسة، وأن نفكر بالعديد من الشهداء الذين ماتوا لأنهم رفضوا أن يتبعوا روح العالم والفكر الموحّد. هناك اليوم شهداء في الكنيسة أكثر من القرون الأولى، سيساعدنا أن نفكر بهم، ولنطلب أيضًا نعمة عدم الدخول في عمليّة الانحطاط هذه التي تحملنا على التعلّق بالمال والسلطة.

الفاتيكان