stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: سلام يسوع هو كهدوء البحر العميق

868views

‏21 مايو 2019‏

في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة ‏مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يتحدّث عن العطيّة التي وعد بها يسوع تلاميذه ‏قبل أن يتركهم: السلام؛ لا السلام الذي يأتي من العالم وإنما ذلك الذي يعطيه ‏الروح القدس‎.‎
كيف يمكننا أن نوفّق بين الشدائد والاضطهادات التي تعرّض لها القديس بولس ‏والتي تخبرنا عنها القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من كتاب ‏أعمال الرسل والسلام الذي يتركه يسوع لتلاميذه في كلماته خلال خطاب ‏الوداع في العشاء الأخير: “السَّلامَ أَستَودِعُكُم، وسَلامي أُعْطيكم” كما نقرا ‏في الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي يوحنا‎.‎
‎”‎طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضطَهدوكم وافتَرَوا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي” ‏استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من هذه الآية وقال يبدو لنا أن حياة ‏الاضطهادات والشدائد هي حياة بدون سلام، ولكن التطويب الأخير يقول لنا ‏العكس، وسلام يسوع يسير مع درب الاضطهادات هذه، إنّه سلام في العمق ‏ويسير تحت جميع هذه الأمور. سلام لا يمكن لأحد أن ينتزعه منا، سلام هو ‏عطيّة وكالبحر يكون هادئًا في العمق بالرغم من الأمواج التي نراها على سطح ‏المياه. إنَّ العيش بسلام مع يسوع هو عيش هذه الخبرة في الداخل، والتي ‏تبقى خلال جميع المحن والصعوبات والاضطهادات‎.‎
هكذا فقط، تابع البابا فرنسيس يقول يمكننا أن نفهم كيف عاش العديد من ‏القديسين ساعتهم الأخيرة: لم يفقدوا السلام أبدًا، مما جعل بعض الشهود ‏العيان يقولون لقد كانوا يذهبون إلى الاستشهاد كمن يذهب إلى العرس. وهذه ‏هي عطيّة سلام يسوع، تلك التي لا يمكننا الحصول عليها بواسطة أدوات ‏بشريّة، لأنه أمر مختلف ويأتي من الروح القدس الذي في داخلنا والذي يحمل ‏معه القوّة‎.‎
يعلّمنا سلام يسوع، أضاف الأب الأقدس يقول، أن نسير قدمًا في الحياة. ‏يعلّمنا أن نتحمّل. الاحتمال هي كلمة لا نفهم جيِّدًا معناها، إنها كلمة ‏مسيحية بامتياز. الاحتمال هي أن نحمل على أكتافنا الحياة والصعوبات ‏والعمل وكل شيء بدون أن نفقد سلامنا. لا بل هي أن نحمل كل شيء على ‏أكتافنا وأن نتحلّى بالشجاعة لنسير قدمًا. يمكننا أن نفهم هذا الأمر فقط ‏عندما يكون الروح القدس في داخلنا ويعطينا سلام يسوع. لكن إن سمحنا ‏للانفعال أن يسيطر علينا وفقدنا سلامنا فهذه علامة بأن هناك أمر لا يسير ‏على ما يرام‎.‎
تابع الحبر الأعظم يقول لنواجه إذًا الصعوبات حاملين في قلوبنا العطيّة التي ‏وعدنا بها يسوع ولا تلك التي تأتي من العالم ولنسر قدمًا بتلك القدرة الإضافية ‏التي تجعل القلب يبتسم لأنَّ الشخص الذي يعيش هذا السلام لا يفقد أبدًا ‏روح المرح، ويعرف كيف يضحك على الأمور. إن روح المرح هذا قريب جدًّا من ‏نعمة الله. إنَّ سلام يسوع في الحياة اليوميّة وسلام يسوع في الشدائد مع ‏روح المرح هذا هو الذي يجعلنا نتنفّس جيّدًا. ليعطنا الرب هذا السلام الذي ‏يأتي من الروح القدس، ذلك السلام الذي يأتي منه ويساعدنا احتمال العديد ‏من صعوبات الحياة‎. ‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز