stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يستقبل جمعية الصحافة الأجنبيّة في إيطاليا

719views

‏18 مايو 2019‏

‎”‎الصحافي المتواضع هو صحافي حرّ” هذا ما قاله قداسة البابا ‏فرنسيس في كلمته لجمعيّة الصحافة الأجنبيّة في إيطاليا
استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة كليمينتينا ‏في القصر الرسولي بالفاتيكان جمعيّة الصحافة الأجنبيّة في إيطاليا ‏وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أريد أولاً أن ‏أقول لكم إنني أُقدِّر عملكم وأنَّ الكنيسة تقدِّركم، حتى عندما تضعون ‏أصبعكم على الجرح وربما يكون الجرح أيضًا في الجماعة الكنسيّة. إنَّ ‏عملكم قيّم لأنّه يساهم في البحث عن الحقيقة، ووحدها الحقيقة ‏تحرّرنا‎.‎
تابع الأب الأقدس يقول إن دوركم جوهري، وهذا الأمر يعطيكم مسؤوليّة ‏كبيرة: يطلب منكم اهتمامًا خاصًا بالكلمات التي تستعملونها في ‏مقالاتكم والصور التي تنقلونها في تقاريركم وكل ما تشاركونه على ‏شبكات التواصل الاجتماعي. جميعنا نعرف كم هو صعب وكم من ‏التواضع يتطلّب البحث عن الحقيقة؛ وكم هو سهل عدم طرح الأسئلة ‏والاكتفاء بالأجوبة الأولى والبقاء على السطح والمظاهر، والاكتفاء ‏بالحلول التي لا تعرف تعب الاستقصاء القادر على تصوير تعقيد الحياة ‏الحقيقية. إن تواضع عدم معرفة كل شيء هو الذي يحرّك البحث، أما ‏ادعاء المعرفة فهو الذي يعيقه‎.‎
أضاف الحبر الأعظم يقول صحافيون متواضعون لا يعني أن يكونوا دون ‏المستوى وإنما أن يكونوا مدركين أنّهم ومن خلال مقالة أو تغريدة أو ‏نقل مباشر يمكنهم أن يفعلوا الخير ولكن أيضًا إن لم يكونوا متنبهين ‏يمكنهم أن يسببوا الشرّ للقريب وأحيانًا لجماعات بأسرها. لذلك عليكم ‏أنتم الصحافيّون أن تأخذوا بعين الاعتبار قوّة الأداة التي تملكونها ‏وتقاوموا نشر أخبار لم يتمَّ التحقق منها بشكل كافي. ففي زمن يميل ‏فيه الكثيرون إلى استباق الأحكام على كل شيء وعلى الجميع، ‏يساعد التواضع الصحافي لكي لا يسمح للسرعة بأن تسيطر عليه ‏ولكي يتوقّف ليجد الوقت الضروري للفهم. إنَّ التواضع يجعلنا نقترب من ‏الواقع ومن الآخرين بموقف التفهُّم. الصحافي المتواضع يسعى ليعرف ‏الوقائع بشكل صحيح وتام قبل أن يرويها ويحلِّلها‎.‎
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ الصحافي المتواضع هو صحافي حرّ. حرّ من ‏أيّة تأثيرات، حرٌّ من الأحكام المسبقة ولذلك فهو شجاع. إن الحريّة ‏تتطلّب الشجاعة! لقد استمعت بألم إلى الإحصاءات حول زملائكم الذين ‏قُتلوا فيما كانوا يقومون بعملهم بشجاعة وتفانٍ في العديد من البلدان، ‏لكي يخبروا عما يحصل خلال الحروب والأوضاع المأساويّة التي يعيشها ‏العديد من إخوتنا وأخواتنا في العالم. إن حريّة الصحافة والتعبير هي ‏علامة مهمّة لصحّة بلد ما. نحن بحاجة لصحافة حرّة في خدمة الحقيقة ‏والخير والعدالة، صحافة تساعد على بناء ثقافة اللقاء. نحن بحاجة ‏لصحافيين يكونون إلى جانب الضحايا والمُضطَهَدين والمقصيين ‏والمهمّشين. هناك حاجة لكم ولعملكم لكي لا ننسى العديد من أوضاع ‏الألم. لذلك أريد أن اشكركم على ما تقومون به؛ لأنّكم تساعدوننا لكي ‏لا ننسى الأرواح التي تُخنق قبل أن تولد، وتلك التي ولدت وقتلها الجوع ‏وغياب العلاجات والحروب‎.‎
أضاف الحبر الأعظم يقول إن الصحافي المتواضع والحر يسعى ليخبر ‏عن الخير حتى وإن كان الشرُّ غالبًا هو ما يشكِّل الخبر. إن ما عزّاني ‏على الدوام خلال خدمتي الأسقفية هو اكتشافي لكميّة الخير الموجود ‏بيننا، كم من الأشخاص يضحّون بأنفسهم ليخدموا والدًا أو ابنًا مريضًا، ‏كم من الأشخاص يلتزمون يوميًّا في خدمة الآخرين. أرجوكم استمروا ‏في نقل هذا الجزء من الواقع الذي وبفضل الله لا زال منتشرًا: واقع من ‏لا يستسلم للامبالاة، ومن لا يهرب إزاء الظلم بل يبني بصبر وفي صمت‎.‎
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول ختامًا أرغب في أن أؤكِّد لكم أنني ‏أقدر الالتزام الذي من خلاله تقومون به بعملكم الذي عندما يعاش بروح ‏الخدمة يصبح رسالة. أشكركم على هذا اللقاء. أبارككم وأبارك أعزاءكم ‏وعملكم. وأسألكم أن تصلّوا من أجلي‎.‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز