stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يشدد على ضرورة العودة إلى ثقافة الحياة وثقافة الطفل

761views

‏24 مايو 2019‏

‎””‎حاجة عالم اليوم إلى ثقافة الحياة وثقافة الطفل، وضرورة العمل على تقديم ‏أفضل ما لدينا للفقراء والضعفاء، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس خلال ‏استقباله قبل ظهر اليوم وفدا من معهد‎ Spedale degli Innocenti ‎من فلورنسا ‏والذي يعتني منذ تأسيسه بالأطفال‎.‎

استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي وفدا من معهد‎ ‎Spedale degli Innocenti ‎من مدينة فلورنسا الإيطالية يتألف من مسؤولي هذا ‏المعهد والعاملين فيه ولأطفال المستضافين فيه، حيث يعمل هذا المعهد منذ ‏تأسيسه على دعم وحماية الطفولة. وفي كلمة لهذه المناسبة سُلمت إلى ‏ضيوفه رحب الأب الأقدس بالجميع وذكّر بإشارته إلى هذا المعهد خلال زيارته ‏مدينة فلورنسا سنة 2015 كمثال على الجمال المكرس لخدمة المحبة في هذه ‏المدينة. ثم توقف قداسته عند ما يمكن لهذا المعهد الذي له ستة قرون من ‏التاريخ أن يعلِّمنا اليوم، ومن الأمثلة على ذلك تأسسه بفضل تبرع مصرفي غني ‏بالمال، وشدد البابا فرنسيس هنا على أهمية المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية ‏لعالم المالية اليوم أيضا من أجل بناء مجتمع عادل وتضامني. مثال آخر هو تكليف ‏أهم معماريي تلك الفترة بتشييد هذا المعهد، أي فيليبو برونيليسكي، وذلك بينما ‏كان ينفذ رائعة تدهش العالم حتى اليوم وهي قبة كاتدرائية فلورنسا. وتابع الأب ‏الأقدس مشيرا إلى الاهتمام بأن يكون الجمال المكرس لبيت الرب مكرسا أيضا ‏لهيئة تخدم الأطفال المحتاجين إلى ملجأ ومكان يعتني بهم‎. ‎
وفي سياق حديثه عن عمل هذا المعهد شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن ‏نقول اليوم بوضوح أن علينا تقديم أفضل ما لدينا للفقراء والضعفاء ومَن يعيشون في ‏الضواحي، ومن بين أكثر الأشخاص ضعفا والذين علينا العناية بهم هناك الكثير من ‏الأطفال المرفوضين والمحرومين من طفولتهم ومن مستقبلهم. وتحدث الأب ‏الأقدس هنا عن القاصرين الذين يواجهون رحلات صعبة هربا من الجوع أو من ‏الحرب، وعن الأطفال الذين لا يرون النور لأن أمهاتهم يتعرضن لضغوط اقتصادية ‏واجتماعية وثقافية تدفعهن إلى التخلي عن تلك الهبة الرائعة، ولادة ابن. وشدد ‏البابا هنا على حاجتنا الكبيرة اليوم إلى ثقافة تعترف بقيمة الحياة وخاصة الحياة ‏الضعيفة والمهددة، ثقافة وبدلا من التفكير في أن تُبعد هذه الحياة وفي إقصائها ‏بالجدران والانغلاق تهتم بتوفير العناية والجمال، ثقافة ترى في كل وجه، حتى ‏أصغر الوجوه، وجه يسوع الذي قال “ومَن قَبِل طفلا مثله إكراما لاسمي، فقد ‏قَبِلني أنا” (متى 18، 5‏‎(. ‎
وفي ختام الكلمة التي سُلمت إلى وفد معهد‎ Spedale degli Innocenti، المؤلف ‏من مسؤوليه والعاملين فيه والأطفال المستفيدين مما يقدم هذا المعهد من ‏خدمات، دعا قداسة البابا فرنسيس إلى أن نضع اليوم هدفا ألا تكون أي أم في ‏ظروف تجعلها تهجر طفلها، وأن تكون هناك منشآت ومسيرات استقبال تحظى ‏فيها الطفولة دائما بالحماية والعناية في حال وقوع أي حدث مأساوي يمكنه أن ‏يُبعد الأطفال عن والديهم‎. ‎
أما في الكلمة العفوية التي وجهها إلى ضيوفه خلال استقباله لهم فتوقف الأب ‏الأقدس عند تعبير استخدمته رئيسة المعهد في كلمتها، وهو “ثقافة الطفل”، ‏ودعا البابا إلى العودة إلى هذا التعبير المؤثر، وتحدث عن ثقافة المفاجأة في رؤية ‏الأطفال يكبرون ومشاهدة كيف يفاجَؤون بالحياة ويدخلون في علاقة معها. ذكّر ‏البابا أيضا بعودة رئيسة المعهد إلى كلمات يسوع “دعوا الأطفال يأتون إلي”. وتابع ‏قداسته مذكرا بمقاطع أخرى من الإنجيل حيث لا يتوقف يسوع عند استقبال ‏الأطفال، فقد قال “إِن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت ‏السموات”. وتابع الأب الأقدس مشيرا إلى ضرورة أن نعود إلى بساطة الأطفال، ‏وفي المقام الأول إلى قدرتهم على التفاجؤ. ثم عاد قداسته إلى حديث رئيسة ‏المعهد في كلمتها عن ترك النساء اللواتي يتركن أطفالهن في الملاجئ نصف ‏قطعة من العملة محتفظات بالنصف الآخر، وذلك للتعرف على أبنائهن في ‏المستقبل، في ظروف أفضل، وقال البابا فرنسيس إن أطفالا كثيرين اليوم، مثل ‏ضحايا الحرب والهجرة، الأطفال غير المرافَقين وضحايا الجوع، لديهم نصف العملة، ‏أما من لديه النصف الآخر فهي الكنيسة الأم. كما وتحدث الأب الأقدس عن التبني ‏وأهميته .‏ ‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز