stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يصلّي من أجل العائلات التي تعيش في أزمة ومن أجل ارتداد الذين يستغلّونها ويجوّعونها

590views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

23 أبريل 2020

في عظته مترئسًا القداس الإلهي البابا فرنسيس يصلّي من أجل العائلات التي تعيش في أزمة بسبب فيروس الكورونا والتي تتعرّض للاستغلال من قبل الذين يستفيدون من حالة العوز هذه، ويذكّر في تأمّله الصباحي أن يسوع يصلّي من أجلنا أمام الآب ويظهر له جراحه، ثمن خلاصنا.

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة على نيّة العائلات التي تعيش في صعوبة في زمن الوباء هذا وقال نشعر في جميع أنحاء العالم بإحدى نتائج هذا الوباء: عائلات عديدة تعيش في عوز، وتجوع وللأسف ما يزيد من ذلك هو استغلال مجموعة من المرابين، وهذا وباء جديد. وباء اجتماعي: عائلات لديها عمل يومي، أو للأسف تعمل بطريقة غير نظامية ولا يمكنهم أن يأكلوا، ومن ثمّ يسلبهم المرابون ذلك القليل الذي يملكونه. نصلّي من أجل هذه العائلات والعديد من أطفال هذه العائلات ومن أجل كرامة هذه العائلات، ونصلّي أيضًا من أجل المرابين: ليلمس الرب قلوبهم ويرتدّوا.

توقف الأب الاقدس في عظته عند القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية من كتاب أعمال الرسل والتي تقدم لنا بطرس الذي أجاب إزاء تهديدات عظيم الأحبار الذي منعه عن تعليم الشعب باسم يسوع: “الله أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس”، وأعلن بجرأة أمام الجميع قيامة يسوع المخلّص الَّذي قَتَله الأحبار إِذ علَّقوه على خَشَبَة. وأكّد البابا في هذا السياق أن شجاعة بطرس، الذي كان ضعيفًا وبلغ به الأمر إلى إنكار الرب، تأتي من صلاة يسوع له. يسوع قد صلّى من أجل بطرس لكي لا يفقد إيمانه، ويسوع يصلّي من أجلنا أمام الآب مُظهرًا له جراحه ثمن خلاصنا. يسوع هو الشفيع وعلينا أن نتحلّى بالثقة بصلاة يسوع.

قال الأب الأقدس تتابع القراءة الأولى التاريخ الذي كان قد بدأ بشفاء الرجل الكسيح قرب باب الهيكل. كان عَظيِمُ الكَهَنَةِ وجَميعُ حاشِيَتِه قد بَسَطوا أَيدِيَهُم إِلى الرُّسُلِ وَوَضَعوهم في السجنِ العامّ. غَيرَ أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ فَتحَ أَبوابَ السِّجنِ لَيلاً وأَخرَجَهم، ودَخَلوا الهَيكَلَ عِندَ الفَجْرِ وأَخَذوا يُعَلِّمون. “في تِلكَ الأَيّام: لَمَّا جاءَ الحَرَسُ بالرُّسُل، وأَقاموهم أَمامَ المَجلِس، سأَلَهم عَظيمُ الأَحبار قال: “نَهَيْناكم أَشَدَّ النَّهْيِ عنِ التَّعليمِ بِهذا الاِسْم، وها قد مَلأتُم أُورَشَليمَ بِتَعليمِكم؛ وتُريدونَ أَن تَجعَلوا علَينا دمَ هذا الرَّجُل”. فأَجابَ بُطرُسُ والرُّسُل: “الله أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس. إِنَّ إِلهَ آبائِنا أَقامَ يسوعَ الَّذي قَتَلتُموه إِذ علَّقتُموه على خَشَبَة”. لقد اتّهمهم بجرأة وشجاعة، وبالتالي قد نتساءل: “هل هذا هو بطرس الذي أنكر يسوع؟” بطرس الذي كان خائفًا والذي كان أيضًا جبانًا؟ كيف وصل إلى هنا؟ وختم بطرس كلمته بالقول: “نَحنُ شُهودٌ على هذِه الأُمور. وكذلِكَ يَشهَدُ الرُّوحُ القُدُسُ، الَّذي وهَبَه اللهُ لِمَن يُطيعُه”؛ فما هي الدرب التي سارها بطرس لكي يصل إلى هذه المرحلة، وإلى هذه الجرأة والشجاعة؟ كان بإمكانه أن يساوم مع رؤساء الكهنة والأحبار ولكنّه لم يفعل ذلك.

تابع الحبر الأعظم يقول لقد وُجب على الكنيسة أن تقوم بتسويات مرارًا عبر التاريخ لكي تنقذ شعب الله، ولقد قامت بذلك أيضًا لكي تنقذ نفسها. يمكن للتسويات أن تكون جيّدة ولكن يمكنها أيضًا أن تكون سيئة؛ ولكن هل كان بإمكان الرسل الوصول إلى تسوية؟ لا قال بطرس، لا مجال لأية تسوية وأعلن بشجاعة أن رؤساء الأحبار والكهنة هم مذنبون. وكيف وصل بطرس إلى هذه النقطة؟ لأنه كان رجلاً حماسيًّا ويحب بقوّة، وفي الوقت عينه رجل يخاف الله ومنفتح عليه لدرجة أن الله قد أظهر له أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله. ولكن بعد أن أخبرهم يسوع أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث، وبعد هذا الإعلان سقط بطرس في تجربة أن يقول ليسوع: “حاشَ لَكَ يا رَبّ! لن يُصيبَكَ هذا!”، فأجابه يسوع: “إِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان”. كان بطرس ينتقل من التجربة إلى النعمة، فهو كان قادرًا على الركوع أمام يسوع ويقول له: “تباعد عني يا رب لأنني رجل خاطئ!”، ولكنّه بعدها حاول أن ينجو بنفسه ويهرب من السجن بإنكاره ليسوع. لم يكن بطرس ثابتًا وذلك لأنّه كان سخيًّا جدًّا وفي الوقت عينه ضعيفًا جدًّا. لكن ما هو السرّ وما هي القوّة التي تحلّى بها ليصل إلى هنا؟ هناك آية من الكتاب المقدّس يمكنها أن تساعدنا في فهم هذا. قبل آلامه قال يسوع لبطرس والتلاميذ: ” سِمعان سِمعان، هُوذا الشَّيطانُ قد طَلَبكُم لِيُغَربِلَكُم كَما تُغَربَلُ الحِنطَة. ولكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ”. وهذا هو السرّ: صلاة يسوع. فيسوع قد صلّى من أجل بطرس لكي لا يفقد إيمانه ولكي يثبّت إخوته في الإيمان.

أضاف الأب الاقدس يقول يسوع قد صلّى من أجل بطرس، وما فعله مع بطرس يفعله معنا جميعًا. يسوع يصلّي من أجلنا أمام الآب. نحن قد اعتدنا أن نرفع الصلاة ليسوع طالبين منه نعمة معيّنة، ولكننا لم نعتَد أن نتأمّل بيسوع الذي يُظهر جراحه للآب، أي بيسوع الشفيع الذي يصلّي من أجلنا. إن بطرس قد تمكّن من القيام بهذه المسيرة من شخص جبان إلى شخص جريء وشجاع بواسطة هبة الروح القدس وبفضل صلاة يسوع. لنفكّر في هذا الأمر ولنتوجّه إلى يسوع ولنشكره لأنّه يصلّي من أجلنا. يسوع يصلّي من أجل كلِّ فردٍ منا؛ يسوع هو الشفيع وقد أراد أن يحمل معه جراحه لكي يريها للآب لأنها ثمن خلاصنا. لذلك علينا أن نتحلى بالثقة لا بصلاتنا وإنما بصلاة يسوع من أجلنا، لأن هذا هو سرّ بطرس: “يا بطرس، لقد دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ”. ليعلّمنا الرب أن نطلب منه نعمة أن يصلّي من أجل كلِّ واحد منا.

وقبل أن يختتم القداس الإلهي منح الأب الأقدس المؤمنين البركة بالقربان المقدّس وحثّهم على المناولة الروحية رافعين الصلاة قائلين: أسجد عند قدميك يا يسوعي وأقدم لك توبة قلبي النادم الذي يغرق في ضعفه وفي حضورك المقدّس. أعبدك في سرِّ محبّتك وأرغب في قبولك في المسكن الفقير الذي يقدّمه لك قلبي. وفيما أنتظر سعادة المناولة الأسرارية، أريد ان أمتلكك بالروح. تعال إلي يا يسوعي واجعلني آتي إليك، وليشعل حبّك كياني. أنا أؤمن بك وأرجو بك وأحبّك.