stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يصلّي من أجل المرضى الميؤوس من شفائهم

342views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

31 يناير 2024

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

في نيته للصلاة لشهر شباط فبراير ٢٠٢٤ البابا فرنسيس يصلّي لكي يحظى المرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم مع عائلاتهم دائمًا على الرعاية والمرافقة الضروريّتين، سواء من الناحية الصحية أو الإنسانية.

صدرت عصر الثلاثاء رسالة الفيديو للبابا فرنسيس لنيته للصلاة لشهر شباط فبراير ٢٠٢٤ التي يتم بثها شهرياً من خلال شبكة الصلاة العالمية للبابا والتي يدعو قداسة البابا فيها هذا الشهر للصلاة من أجل من أجل المرضى الميؤوس من شفائهم.

قال البابا فرنسيس هناك كلمتان يخلط بينهما البعض عند الحديث عن الأمراض المستعصية: غير قابلة للشفاء ولا يمكن علاجها. وهما أمران مختلفان. ولكن حتى عندما تكون فرص الشفاء ضئيلة، يحق لجميع المرضى أن يحصلوا على مرافقة طبية ومرافقة نفسية، ومرافقة روحية ومرافقة إنسانية. في بعض الأحيان لا يستطيعون أن يتكلموا، وأحيانًا نعتقد أنهم لا يتعرفون علينا، ولكن إذا أمسكنا بأيديهم نفهم أنهم متناغمون. إنَّ الشفاء لا يتحقق دائما. لكن يمكننا دائمًا أن نعتني بالمرضى وأن نعبّر له عن محبّتنا وحناننا.

تابع الأب الأقدس يقول لقد كان القديس يوحنا بولس الثاني يقول: “الشفاء إذا أمكن، والعناية دائمًا”. وهنا يأتي دور الرعاية التلطيفية، التي لا تضمن للمريض المساعدة الطبية وحسب، وإنما المرافقة البشرية والقرب أيضًا. لا يمكننا أن نترك العائلات بمفردها في هذه الأوقات الصعبة. لأنَّ دورها حاسم. ويجب أن تُتاح لها الوسائل الملائمة لكي تقدّم الدعم الجسدي، والدعم الروحي، والدعم الاجتماعي. وختم البابا فرنسيس نيته للصلاة لشهر شباط فبراير ٢٠٢٤ بالقول لنصلِّ لكي يحظى المرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم مع عائلاتهم دائمًا على الرعاية والمرافقة الضروريّتين، سواء من الناحية الصحية أو الإنسانية.

يشاركنا قداسة البابا نيته للصلاة لهذا الشهر الذي يُحتفل فيه باليوم العالمي للمريض، الذي أنشأه القديس يوحنا بولس الثاني عام ١٩٩٢ والذي يتمُّ الاحتفال به في ١١ شباط فبراير من كل عام، في الذكرى الليتورجية للقديسة مريم العذراء سيّدة لورد. وبحسب الطريقة التي ننظر بها إليها، تخبرنا الصور في فيديو البابا في فبراير عن سلسلة من الإخفاقات أو النجاحات: الإخفاقات، إذا كانت النتيجة الوحيدة المقبولة هي الشفاء؛ والنجاحات، إذا كان الهدف هو العلاج. إنَّ الشفاء والعلاج قد يبدوان مرادفان، ولكنهما ليسا كذلك. ويشرح البابا فرنسيس ذلك بوضوح: “حتى عندما تكون فرص الشفاء ضئيلة، يحق لجميع المرضى أن يحصلوا على مرافقة طبية ومرافقة نفسية، ومرافقة روحية ومرافقة إنسانية”. ويضيف: “إنَّ الشفاء لا يتحقق دائما. لكن يمكننا دائمًا أن نعتني بالمرضى وأن نعبّر له عن محبّتنا وحناننا”.

لا يوجد مكان للمرضى الميؤوس من شفائهم في ثقافة الإقصاء لدينا. وليس من قبيل المصادفة أن تجربة القتل الرحيم بدأت تنتشر في العديد من البلدان خلال العقود الأخيرة. ولذلك يدعونا البابا فرنسيس لكي ننظر إلى الشخص المريض بمحبة – ولكي نفهم، على سبيل المثال، أن التواصل الجسدي يمكنه أن يعطي الكثير حتى للأشخاص الذين لم يعودوا قادرين على الكلام والذين يبدو أنهم ما عادوا يتعرفون على أفراد أسرهم – ولكي نرافقه بأفضل طريقة ممكنة للمدة التي يحتاجها. إنها ليست مسألة إطالة فترة الألم بلا معنى، بل على العكس، ولذلك يصر البابا على أهمية الرعاية التلطيفية وأهمية الأسرة، التي – وكما كتب مجمع عقيدة الإيمان في عام ٢٠٢٠، في رسالته “السامري الصالح” – “تقف إلى جانب المريض وتشهد لقيمته الفريدة التي لا تتكرر”.

وفيما يتعلق بالرعاية التلطيفية، يعيد البابا فرنسيس التأكيد على أنها “لا تضمن للمريض المساعدة الطبية وحسب، وإنما المرافقة البشرية والقرب أيضًا”. وفيما يتعلق بالعائلات، يذكر أنه لا يمكننا أن نتركها بمفردها في هذه اللحظات الصعبة، لأن “دورها حاسم”. ويجب أن تتاح لها الوسائل الملائمة لتقديم الدعم الجسدي والروحي والاجتماعي. وختم البابا بطلب صلاة الجميع والتزامهم لكي “يحظى المرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم مع عائلاتهم دائمًا على الرعاية والمرافقة الضروريّتين، سواء من الناحية الصحية أو الإنسانية”.

وفي تعليقه على نية الصلاة يتساءل الأب فريديريك فورنوس اليسوعي المدير الدولي لشبكة الصلاة العالمية للبابا: “لماذا نصلي من أجل هذه النية؟ ألا يكفي أن يدلي البابا ببيان حول هذه المسألة؟ هل تغير الصلاة شيئًا حقًّا؟ إنها أسئلة ربما قد نطرحها على أنفسنا أيضًا”. ويضيف: “عندما يطرق المرض باب حياتنا، نشعر دائمًا بالحاجة إلى وجود شخص قريب منا ينظر في أعيننا، ويمسك بيدنا، ويظهر لنا الحنان ويعتني بنا، مثل السامري الصالح في المثل الإنجيلي. قد يبدو هذا القرب والمودة تجاه الأشخاص في المرحلة النهائية أمرًا ثانويًا نسبة للمساعدة الطبية، تمامًا كما قد تبدو الصلاة؛ ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذا الدعم أساسي. إنه الحب الذي نُعبِّر عنه من خلال هذه التصرفات وصلواتنا. ويقول البابا فرنسيس: في هذه اللحظات الصعبة، تلعب العائلات دورًا حاسمًا. لنصلِّ إذن لكي يحظى المرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم مع عائلاتهم دائمًا على الرعاية والمرافقة الضروريّتين.