stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يلتقي بطريرك ومجمع الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا

613views

31 مايو 2019

كان السير معا محور الكلمة التي وجهها بعد ظهر اليوم قداسة البابا فرنسيس في مقر البطريركية الأرثوذكسية في بوخارست خلال لقائه البطريرك دانيال والمجمع المقدس.
في إطار زيارته الرسولية إلى رومانيا توجه قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم الجمعة إلى مقر البطريركية الأرثوذكسية في العاصمة بوخارست للقاء البطريرك دانيال والسينودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية. ووجه الأب الأقدس كلمة بدأها بالتحية الفصحية “المسيح قام” مذكرا بأن قيامة الرب هي قلب البشارة الرسولية التي تنقلها وتحفظها كنائسنا. أعرب بعد ذلك عن فرحه لوجوده في هذا المكان الذي زاره عشرين سنة مضت البابا يوحنا بولس الثاني.

تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن الرباط بين الكنيستين والذي يعود إلى الرسل شهود القائم من الموت، وأشار بشكل خاص إلى الرباط بين بطرس وأندراوس الذي حمل الإيمان إلى هذه الأرض، وتابع البابا فرنسيس أن سمعان بطرس وأندراوس كانا أخوين أيضا في بذل الدم من أجل الرب، ويذكِّرنا هذا بأن هناك أخوّة دم تسبقنا ولم تتوقف أبدا عن أن تروي وتدعم مسيرتنا عبر القرون كمجرى صامت ومحيي. وواصل الأب الأقدس حديثه إلى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا والمجمع المقدس مذكرا بأنهم اختبروا فصح الموت والقيامة حيث عانى الكثير من أبناء وبنات هذا البلد من كنائس وجماعات مسيحية عديدة جمعة الاضطهاد وعبروا سبت الصمت وعاشوا أحد الولادة الجديدة. وأشار البابا فرنسيس إلى وجود الكثير من الشهداء والمؤمنين جنبا إلى جنب في السجون داعمين أحدهم الآخر، وهذا مثال بالنسبة لنا وللأجيال التي لم تعرف تلك الظروف المأساوية. وهكذا فإن ما تألموا بسببه وصولا إلى تقديم حياتهم هو إرث ثمين لا يمكن نسيانه أو خزيه، وتحدث بالتالي عن الوحدة بالمسيح في الألم والقيامة “لنحيا نحن أَيضا حياة جديدة”.

عاد البابا فرنسيس بعد ذلك إلى زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى رومانيا سنة 1999 والتي كانت أول زيارة لأسقف روما إلى بلد ذي أغلبية أرثوذكسية، زيارة فتحت الطريق أمام أحداث مماثلة. وتذكر الأب الأقدس في هذا السياق بامتنان البطريرك تيوكتيست الذي التقى البابا بوحنا بولس الثاني خلال تلك الزيارة، كما وأراد التذكير بتلك الصرخة العفوية من أجل الوحدة التي رافقت ذلك الحدث، ووصف تلك الصرخة بإعلان رجاء أطلقه شعب الله ونبوءة افتتحت زمنا جديدا، زمن السير معا في إعادة اكتشاف وإيقاظ الأخوّة التي توحدنا. وتابع مشددا على السير معا بقوة الذاكرة، لا ذاكرة الأحكام المسبقة التي تحبسنا في تصرفات عقيمة، بل ذاكرة الجذور، القرون الأولى التي أُعلن فيها الإنجيل بروح نبوءة ليلتقي وينير شعوبا وثقافات جديدة، قرون الشهداء والآباء والقداسة المعاشة والتي شُهد لها يوميا من أشخاص بسطاء. وشكر الأب الأقدس الله على تلك الجذور القوية مؤكدا أننا مدعوون وأمام الصعاب عبر الزمن إلى أن نذكر أعمال الرب ونتأمل فيها، حسبما يقول صاحب المزامير. وأضاف البابا فرنسيس أن ذكرى الخطوات التي قمنا بها معا تشجعنا على مواصلة السير نحو المستقبل واعين بالاختلافات ولكن في المقام الأول بأجواء عائلية يجب إعادة اكتشافها.

وتابع قداسة البابا حديثه عن السير معا مشيرا إلى السير معا في إصغاء إلى الرب، وذكَّر هنا بسير يسوع القائم مع تلميذَي عماوس، حيث استمع إليهما بصبر وحاورهما بقلب منفتح مساعدا إياهما على الفهم والتمييز. وقال البابا إننا نحن أيضا في حاجة إلى الإصغاء إلى الرب وخاصة في هذه المرحلة التي تشهد تغيرات اجتماعية وثقافية سريعة، حيث استفاد كثيرون من التطور التكنولوجي والرخاء الاقتصادي إلا أن الأغلبية ظلت مستبعَدة، كما أن العولمة قد ساهمت في القضاء على قيم الشعوب وأضعفت الأخلاقيات، وتغلغلت إلى العيش معا في السنوت الأخيرة مشاعر خوف غالبا ما تُغذى عن قصد، ما يقود إلى انغلاق وكراهية. وشدد البابا بالتالي على حاجتنا إلى تبادل المساعدة كي لا نسقط في ثقافة كراهية وفردية. وتحدث قداسته أيضا عن أن ضعف الروابط، والذي يؤدي إلى عزل الأشخاص، يؤثر بشكل خاص على الخلية الأساسية للمجتمع، العائلة، ويتطلب هذا منا الخروج لمواجهة متاعب أخوتنا وأخواتنا وخاصة الشباب ولكن لا بإحباط أو حنين إلى الماضي مثل تلميذَي عماوس، بل برغبة في إعلان يسوع القائم جوهر الرجاء. وواصل الأب الأقدس أن المسيرة تصل إلى هدفها من خلال الصلاة المثابِرة لكي يمكث معنا الرب الذي نعرفه في كسر الخبز ويدعونا إلى المحبة وإلى الخدمة معا. وتحدث الأب الأقدس هنا عن الكثير من الأمثلة لجماعات أرثوذكسية رومانية تتعاون بشكل جيد مع الكثير من الأبرشيات الكاثوليكية في أوروبا الغربية حيث توجد هذه الجماعات، وتابع أنه وفي حالات عديدة تنشأ علاقة ثقة متبادلة وصداقة تغذيها أفعال ملموسة، أفعال استقبال ودعم وتضامن، وهكذا أدرك كاثوليك وأرثوذكس كثر في رومانيا أنهم ليسوا غرباء بل أخوة وأصدقاء.

السير معا نحو عنصرة جديدة، تابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن الطريق التي تنتظرنا هي من الفصح إلى العنصرة، من فجر الفصح الموحِّد الذي نشأ هنا عشرين سنة مضت نسير نحو عنصرة جديدة. وتابع قداسته أن هذا زمن الصلاة في حماية أم الله القديسة، وتضرع كي يجددنا الروح القدس وكي تلتهم ناره شكوكنا وتُبعد ريحه ترددنا الذي لا يجعلنا نشهد معا للحياة الجديدة التي يقدمها لنا، وليمنحنا هو صانع الأخوة نعمة السير معا. وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته خلال لقائه في البطريركية الأرثوذكسية قي بوخارست البطريرك دانيال والسينودس المقدس، داعيا إلى السير معا لمجد الثالوث الأقدس وللفائدة المتبادلة ومساعدة أخوتنا على رؤية يسوع. ثم جدد قداسته شكره مؤكدا المحبة والصداقة والصلاة من جانبه ومن جانب الكنيسة الكاثوليكية.

نقلا عن الفاتيكان نيوز