stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى المشاركين في المنتدى الثاني لجماعات “كن مسبَّحا”

767views

6 يوليو 2019

ما تتعرض له منطقة الأمازون كنموذج حزين لتعامل الإنسان مع الطبيعة، والحاجة إلى أسلوب جديد لعيش العالم، كان هذا محور الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس اليوم إلى المشاركين في المنتدى الثاني لجماعات “كن مسبَّحا” المنعقد في أماتريشيه الإيطالية.

جماعات “كن مسبَّحا” هي حركات من أشخاص وجمعيات تعمل على نشر فكر الرسالة العامة “كن مسبَّحا” للبابا فرنسيس حول العناية بالخليقة، بالبيت المشترك. وتعقد هذه الجماعات التي يبلغ عددها في إيطاليا العشرات اليوم السبت 6 يوليو – نموز  المنتدى الثاني لها وذلك في مدينة أماتريشيه. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى منظمي المنتدى والمشاركين فيه بدأها موجها التحية القلبية للجميع متوقفا عند اختيار تنظيم هذا الحدث في مدينة أماتريشيه التي شهدت أكبر عدد من الضحايا جراء الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا في أغسطس – أب  2016. وصف الأب الأقدس هذا بعلامة رجاء مؤكدا تذكره هذه المدينة، وتابع أن المنتدى لا يشكل فقط علامة قرب من الكثير من الأخوة والأخوات الذين يعيشون بين ذكرى مأساة رهيبة وانتظار إعادة البناء، بل هو أيضا تعبير عن الرغبة في التأكيد بقوة على أن الفقراء هم من يدفعون الثمن الأكبر لدمار البيئة. وشدد قداسته على أن الجراح التي تصيب البيئة هي جراح تصيب البشرية الأقل حماية، وذكّر في هذا السياق بما كتب في الرسالة العامة “كن مسبحا”: “لن يكون هناك وجود لعلاقة جديدة مع الطبيعة بدون كائن بشري جديد. ولا وجود لإيكولوجية بدون أنتروبولوجية ملائمة” (“كن مسبَّحا” 118).

 

توقف البابا فرنسيس في رسالته بعد ذلك عند موضوع هذا المنتدى الثاني مذكرا بتمحور المنتدى الأول حول البلاستيك الذي يخنق كوكبنا، فأشار إلى تأمل المشاركين في المنتدى اليوم حول الأوضاع الخطيرة التي تعاني منها منطقة الأمازون ويعاني منها سكانها. وأضاف الأب الأقدس أن هذا الاختيار مستلهم من موضوع سينودس الأساقفة المخصص لمنطقة الأمازون والذي سيُعقد في أكتوبر – تشرين الأول  القادم. وفي حديثه عن الأمازون قال البابا فرنسيس إن ما تعاني منه هذه المنطقة هو نموذج حزين لما يحدث في مناطق عديدة من الكوكب. وتحدّث بالتالي عما وصفها بعقلية عمياء مدمرة تفضل الربح على العدالة وتكشف منطق النهب الذي يتعامل به الإنسان مع الطبيعة. ودعا الأب الأقدس الجميع إلى ألا ينسوا الرباط الوثيق بين العدالة الاجتماعية والإيكولوجيا. وواصل البابا فرنسيس مشيرا إلى تأثير ما يحدث في الأمازون على الصعيد العالمي وتحدث عن شعوب سُلبت منها أراضيها وتتعرض لافتقار ثقافاتها وتقاليدها، وأضاف البابا أنه لا يمكن للإنسان أن يكون متفرجا غير مبالٍ أمام هذا الوضع ولا يمكن هذا للكنيسة أيضا.

 

هذا وعقب إشارته إلى عمل جماعات “كن مسبَّحا” من أجل نشر تعاليم القديس البابا بولس السادس في الرسالة العامة “ترَقي الشعوب” أراد البابا فرنسيس اقتراح ثلاث كلمات على المشاركين في المنتدى. الكلمة الأولى هي التسبيح، فتسبيح الله هو التصرف الضروري أمام الخليقة وجمالها وأمام خير الإنسان الذي هو أيضا حارس هذه الخليقة. وقال البابا في هذا السياق إن التسبيح هو ثمرة التأمل وأنهما معها يقودان إلى الاحترام الذي يصبح تعبدا. الكلمة الثانية هي الإفخارستيا، وقال قداسته إن التصرف الإفخارستي، وأمام العالم وسكانه، هو قادر على معانقة العطية التي يحملها كل مخلوق في ذاته، وتابع البابا أن كل ما نُعطى مجانا هو ليكون بدوره عطية تُتقاسم لا ليُنهب. أما الكلمة الثالثة فهي التقشف، وقال قداسة البابا إن الاحترام ينطلق من تصرف التقشف الذي يعني القدرة على التخلي عن شيء ما من أجل خير أكبر، من أجل خير الآخرين.

 

هذا وفي ختام الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس إلى المنتدى الثاني لجماعات “كن مسبَّحا” الذي عُقد اليوم السبت 6 يوليو – تموز  في أماتريشيه، أعرب قداسته عن الرجاء في أن تكون هذه الجماعات بذرة أسلوب متجدد لعيش العالم ومنحه مستقبلا والعناية به. ثم منح الأب الأقدس الجميع بركته طالبا منهم الصلاة من أجله.

 

نقلا عن الفاتيكان نيوز